الأدب العربى >> الشعر >> العصر الجاهلي >> السموال >> ألا أيها الضيف >>
قصائدالسموال
ألا أيها الضيف
السموال
- ألا أيها الضّيْفُ الذي عابَ سادَتي
- ألا اسمَعْ جوابي لستُ عنكَ بغافلِ
- ألا اسمَعْ لِفَخْرٍ يترُكَ القلبَ مولـهاً
- وينشبُ ناراً في الضّلوعِ الدواخلِ
- فأُحصي مَزايا سادةٍ بشَواهِدٍ
- قد اختارَهم رَحمانُهم للدّلائلِ
- قد اختارَهُمْ عُقماً عواقِرَ للوَرى
- ومِنْ ثَمّ ولاّهُمْ سنامَ القبائلِ
- منَ النّار والقُربانِ والمِحَن التي
- لـها استسلموا حُبَّ العُلى المتكامِلِ
- فهذا خليلٌ صَيّرَ الناسَ حولَهُ
- رَياحِينَ جَنّاتِ الغصونِ الذّوابلِ
- وهذا ذبيحٌ قد فداه بكبشِهِ
- بَرَاهُ بَديهاً لا نِتاجَ الثّياتِلِ
- وهذا رئيسٌ مُجتَبًى ثَمَّ صَفْوُهُ
- وسَمّاهُ إسرائيلَ بكرَ الأوائلِ
- ومنْ نسلِه السامي أبو الفضْل يوسفُ
- الذي أشبعَ الأسباطَ قمحَ السنابلِ
- وصارَ بمصرٍ بعدَ فرعونَ أمرُهُ
- بتعبيرِ أحلامٍ لحَلّ المشاكِلِ
- ومن بعدِ أحقابٍ نسُوا ما أتى لـهمْ
- من الخيرِ والنصرِ العظيمِ الفواضلِ
- ألَسنا بني مِصرَ المنكَّلةِ التي
- لنا ضُرِبَتْ مِصرٌ بعشرِ مناكلِ؟
- ألسنا بني البحرِ المغرِّقِ والذي
- لنا غُرّقَ الفِرعونُ يومَ التّحامُل
- وأخرجهُ الباري إلى الشعبِ كي يرى
- أعاجِيبَهُ مع جُودِهِ المتواصل
- وكيما يَفُوزوا بالغَنيمةِ أهلُها
- من الذّهَبِ الإبريزِ فوقَ الحَمائل
- ألسنا بني القدسِ الذي نُصِبَتْ لـهم
- غمامٌ تقِيهم في جميع المراحل
- من الشّمسِ والأمطار كانتْ صِيانَةً
- تجيرُ نَواديهم نزولَ الغوائل
- ألسنا بني السلوى مع المَنّ والذي
- لـهم فجّرَ الصّوّانُ عذبَ المناهل
- على عددِ الأسباطِ تجري عُيُونُهَا
- فُراتاً زُلالاً طَعْمُهُ غيرُ حائل
- وقد مَكثوا في البرّ عُمراً مُجدَّداً
- يغذّيهمِ العالي بخيرِ المآكلِ
- فلمْ يبلَ ثوْبٌ من لِباسٍ عليهِمِ
- ولم يُحوَجوا للنّعْلِ كلَّ المنازل
- وأرسلَ نوراً كالعمودِ أمامَهُم
- يُنِيرُ الدّجى كالصّبْح غيرَ مُزايل
- ألسنا بني الطُّورِ المقدَّسِ والذي
- تَدَخدَخَ للجبّارِ يومَ الزّلازل
- ومن هَيبةِ الرّحمانِ دُكّ تذلُّلاً
- فشرّفَهُ الباري على كلّ طائل
- وناجَى عليهِ عبدَهُ وكلِيمَهُ
- فقدّسنا للرّبّ يومَ التباهُل
- وفي آخرِ الأيّامِ جاء مَسِيحُنَا
- فأهدَى بني الدنيا سلامَ التكامل
المزيد...
العصور الأدبيه