الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> يا ليت شعري هل أسيب ضمرا >>
قصائدالفرزدق
يا ليت شعري هل أسيب ضمرا
الفرزدق
- يا لَيْتَ شِعرِي هلْ أُسَيِّبُ ضُمَّراً
- أُكلَتْ عَرَائِكُهُنّ بِالأكْوَارِ
- مِثْلَ الذّئَابِ، إذا غَدَتْ رُكبانُها
- يَعْسِفْنَ بَينَ صَرَايِمٍ وَصَحارِي
- أُعْطي خَلِيفَتُنا، بِقُوّةِ خَالِدٍ،
- نَهْراً يَفِيضُ لَهُ على الأنْهَارِ
- إنّ المُبَارَكَ كَاسْمِهِ يُسْقَى بِهِ
- حَرْثُ الطّعَامِ وَلاحِقُ الجَبّارِ
- أسْقَاهُ مِنْ سَيْحِ الفُرَاتِ وَغَيْرِهِ
- كُدْراً غَوَارِبُهُ مِنَ التّيّارِ
- لَما تَدَارَكَ لِلْمُبَارَكِ مَدُّهُ
- رَخُصَ الطّعَامُ لِمَايِحٍ وَتِجَارِ
- ولَوْ أنّ دِجْلَةَ أُنْبِئَتْ عَنْ خَالِدٍ
- بَاتَتْ مَخافَتُهُ عَلى الأقْتَارِ
- يا دِجْلَ إنّكِ لَوْ عَصَيتِ لِخَالِدٍ
- أمْراً سُقِيتِ بِأمْلَحِ الأمْرَارِ
- إنْ كَانَ أثْخَنَ مَدَّ دِجْلَةَ خالِدٌ
- فَلَطالَما غَلَبَتْ بَني الأحْرَارِ
- يا دِجْلَ كُنتِ عَزِيزَةً فِيما مَضَى،
- فَلَقَدْ أصَابَكِ خَالِدٌ بِصَغَارِ
- الله سَخّرَهَا بِكَفَّيْ خَالِدٍ،
- وَلَقَدْ تَكُونُ عَزِيزَةَ الأضْرَارِ
- حَتى رَأيْتُ تُرَابَ دِجْلَةَ خَارِجاً
- تَخِدُ الرِّكَابُ عَلَيْهِ بِالأوْقَارِ
- يَجْتَازُ دِجْلَةَ لا يَخَافُ خِيَاضَها
- مَنْ كانَ يَقْطَعُهَا على المِعْبَارِ
- إني هَتَفْتُ بخَالِدٍ، ولَقَدْ دَنَتْ
- نَفْسِي لِثُغْرَةِ نَحْرِهَا لحِظارِ
- أنْتَ المُجِيرُ وَمَنْ تُجِرْ تَعْقِدْ لَهُ
- عِنْدَ الجِوَارِ أشَدّ عَقْدِ جِوَارِ
- مَا زِلْتُ في لهَوَاتِ لَيْثٍ مُخْدِرٍ
- حَتى تَدَارَكَني أبُو سَيّارِ
- ألْقَى إليّ على شَقَائِقِ هُوّةٍ،
- حَبْلاً شَدِيداً، غَارَةَ الإمْرَارِ
- حَبْلاً أخَذْتُ بِهِ، فَنَجّاني بِهِ
- رَبّي بِنِعْمَةِ مُدْرِكٍ غَفّارِ
- أرْجُو الخُرُوج بخَالِدٍ، وَبخَالِدٍ
- يُجْلى العَشَا لِكَوَاسِفِ الأبْصَارِ
- إني وَجَدْتُ لِخَالِدٍ في قَوْمِهِ
- ضَوْءَيَنِ قَدْ ذَهَبَا بِكُلّ نَهَارِ
- في الشِّرْكِ قَدْ سَبَقَا بكُلّ كَرِيمَةٍ
- تَعْلُو القَبَائِلَ كُلَّ يَوْمِ فَخارِ
- أمّا البُيُوتُ، فَقَدْ بَنَيْتُمْ فَوْقَها
- بَيْتاً بِأطْولِ أدْرُعٍ وَسَوارِي
- بَيْتاً بِهِ رَفَعَ المُعَلّى مَجْدَهُمْ
- لِبَنِيهِ، يَوْمَ تَفَاضُلِ الأخْطارِ
المزيد...
العصور الأدبيه