الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> أبلغ معاوية الذي بيمينه >>
قصائدالفرزدق
أبلغ معاوية الذي بيمينه
الفرزدق
- أبْلِغْ مُعَاوِيَةَ الّذِي بِيَمِينِهِ
- أمْرُ العِرَاقِ وَأمْرُ كُلّ شَآمِ
- إنّ الهُمُومَ وَجَدْتَهَا حِينَ التَقَتْ
- في الصّدْرِ، طارقُهُنّ غَيرُ نِيَامِ
- يَسْهَرْنَ مَنْ طَرَقَ الهُمومُ فؤادَهُ،
- وَيَرُومُ وَارِدُهُنّ كُلَّ مَرَامِ
- يَأمُرْنَني بِنَدَى مُعَاوِيَةَ الّذِي
- قَادَ ابنُ خَمْسَتِهِ لكُلّ لُهَامِ
- أوْ يَسْتَقِيمَ إلى أبِيهِ، فَإنّهُ
- ضَوْءُ النّهَارِ جَلا دُجَى الأظْلامِ
- غَمَرَ الخَلائِفَ قَبْلَهُ، وَهُوَ الّذي
- قَتَلَ النّفَاقَ أبُوهُ بِالإسْلامِ
- وَرِثُوا تُرَاثَ مُحَمّدٍ، كَانُوا بِهِ
- أوْلى، وَكَانَ لَهُمْ من الأقْسَامِ
- لمّا تُخُوصِمَ في الخِلافَةِ بِالقَنَا،
- وَبِكُلّ مُخْتَضَبِ الحَدِيدِ حُسامِ
- كَانَتْ خِلافَتُها، لآلِ مُحَمّدٍ،
- لأبي الوَلِيدِ تُرَاثُهَا وَهِشَامِ
- أخْلِصْ دُعَاءَكَ تَنْجُ مِمّا تَتّقي
- لله يَوْمَ لِقَائِهِ بِسَلامِ
- وَهوَ الّذِي ابْتَدَعَ السّمَاءَ وَأرْضَها،
- وَرَسُولَهُ وَخَلِيفَةَ الآنَامِ
- مَلِكٌ بِهِ قُصِمَ المُلُوكُ، وَعِنْدَهُ
- عِلْمُ الغُيُوبِ وَوقْتُ كلِّ حِمَامِ
- أرْجُو الدُّعَاءَ مِنَ الّذِي تلّ ابْنَهُ
- لجَبِينِهِ، ففداهُ ذُو الإنْعَامِ
- إسْحَقُ حَيْثُ يَقُولُ لمّا هَابَهُ
- لأبِيهِ، حَيْثُ رَأى مِنَ الأحْلامِ
- أمضِي، وَصَدِّقْ ما أُمِرتَ فإنّني،
- بِالصّبْرِ مُحْتَسِباً، لَخَيْرُ غُلامِ
- إنّ المُبَارَكَ كَانَ حَيْثُ جَعَلْتَهُ
- غَيْثَ الفَقِيرِ، وَنَاعِشَ الأيْتَامِ
- وَلتَعَلَمَنّ مَنِ الكَذوبُ إذا التَقَى،
- عِنْدَ الإمَامِ، كَلامُهُمْ وَكَلامي
- قال الّذي يَرْوِي عَليّ كَلامَهُمْ
- الطّارِحَاتِ بِهِ على الأقْداَمِ:
- هَلْ يَنْتَهي زَجَلٌ وَلمْ تَعْمِدْ لَهُ
- مِثْلَ الّذي وَقَعَتْ بذِي الأهْدَامِ
- شَنْعَاءُ جَادِعَةُ الأُنُوفِ مُذِلّةٌ
- كَانَتْ لَهُ، نَزَلَتْ بكُلّ غَرَامِ
المزيد...
العصور الأدبيه