الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> أبا حاتم ما حاتم في زمانه >>
قصائدالفرزدق
أبا حاتم ما حاتم في زمانه
الفرزدق
- أبَا حَاتِمٍ! مَا حَاتِمٌ في زَمَانهِ،
- وَلا النّيلُ تَرْمي بالسّفِينِ غَوَارِبُهْ
- بأجوَدَ عندَ الجُودِ مِنكَ، وَلا الّذي
- عَلا بِغُثَاءٍ سُورَ عَانَةَ غَارِبُهْ
- يَدَاكَ يَدٌ يُعْطي الجَزِيلَ فَعَالُها،
- وَأُخْرَى بها تَسْقي دَماً مَن تُحارِبُهْ
- وَلَوْ عُدّ ما أعْطَيتَ من كلّ قَيْنَةٍ،
- وَأجْرَدَ خِنْذِيذٍ طِوَالٍ ذَوَائِبُهْ
- لِيعْلَمَ ما أحْصَاهُ فِيمَنْ أشَعْتَهُ
- جَميعاً إلى يَوْمِ القِيامَةِ حَاسِبُهْ
- وَأنْتَ امْرُؤٌ لا نَايِلُ اليَوْمِ مَانِعٌ
- مِنَ المالِ شَيئاً في غَد أنتَ وَاهبُهْ
- وَمَا عَدّ ذُو فَضْلٍ عَلى أهْلِ نعمةٍ
- كفَضْلكَ عندي حينَ عبّتْ عوَاقبُهْ
- تَداركَني من خالِدٍ بَعدَمَا التَقَتْ
- وَرَاءَ يَدي أنْيَابُهُ وَمَخَالِبُهْ
- وَكمْ أدركَتْ أسبابَ حَبلكَ من رَدٍ
- على زَمَنٍ بَاداكَ وَالموْتُ كارِبُهْ
- مَدَدْتَ لَهُ مِنْها قُوىً حينَ نَالَها
- تَنَفَّسَ في رَوْحٍ وَأسْهَلَ جَانِبُهْ
- وَثَغْرٍ تَحَامَاهُ العَدُوُّ كَأنّهُ
- مِنَ الخَوْفِ ثَأرٌ لا تَنَامُ مَقَانِبُهْ
- وَقَوْم يَهُزّونَ الرّمَاحَ بِمُلْتَقىً،
- أسَاوِرُهُ مَرْهُوبَةٌ وَمَرَازِبُهْ
- تَرَى بِثَنَايَاهُ الطّلايِعَ تَلْتَقي
- على كلّ سامي الطَّرْفِ ضَافٍ سبايبُه
- كَأنّ نَسَا عُرْقُوبِهِ مُتَحَرِّفٌ،
- إذا لاحَهُ المِضْمَارُ وانضَمّ حَالِبُهْ
- لَهُ نَسَبٌ بَينَ العَناجيجِ يَلْتَقي
- إلى كُلّ مَعرُوفٍ من الخيلِ ناسبُهْ
- ركِبتُ لَهُ سَهلَ الأمورِ وَحَزْنَهَا
- بِذي مِرّةٍ حَتى أُذِلّتْ مَرَاكِبُهْ
المزيد...
العصور الأدبيه