الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> ولما رأيت النفس صار نجيها >>
قصائدالفرزدق
ولما رأيت النفس صار نجيها
الفرزدق
- وَلَمّا رَأيْتُ النّفْس صَارَ نَجِيُّها
- إلى عازِماتٍ مِنْ وَرَاءِ ضُلُوعي
- أبَتْ نَاقَتي إلاّ زِيَاداً وَرَغْبَتي،
- وَما الجُودُ مِنْ أخْلاقِهِ بِبَدِيعِ
- فَتىً غَيرُ مِفْرَاحٍ بِدُنْيَا يُصِيبُها،
- وَمِنْ نَكَباتِ الدّهْرِ غَيرُ جَزُوعِ
- ولمْ أكُ أوْ تَلْقَى زِياداً مَطِيّتي
- لأكْحَلَ عَيْنَي صَاحِبي بِهجُوعِ
- ألا لَيْتَ عَبْدِيَّيْنِ يَجْتَزرَانها،
- إذا بَلّغَتْني نَاقَتي ابنَ رَبِيعِ
- زِياداً، وَإنْ تَبْلُغْ زِياداً فَقَدْ أتَتْ
- فَتىً لِبِنَاءِ المَجْدِ غَيْرَ مُضِيعِ
- نَمَاهُ بَنُو الدّيّانِ في مُشْمَخرّةٍ،
- إلى حَسَبٍ عِنْدَ السّمَاءِ رَفِيعِ
- وَكانَ خَليلي قَبْلَ سُلْطانِ ما رَمَى
- إلَيْهِ، فَما أدْرِي بِأيّ صَنِيعِ
- لَنَا يَقْضِينّ الله، وَالله قادِرٌ
- عَلى كلّ مَالٍ صَامِتٍ وَزُرُوعِ
- وَلَوْلا رَجائي فَضْلَ كفّيكَ لم تَعدْ
- إلى هَجَرٍ أنْضَاؤنَا لرُجُوعِ
- أمِيرٌ، وَذو قُرْبَى، وَكِلْتَاهُما لنا
- إلَيْهِ مَعَ الدّيّانِ خَيْرُ شَفِيعِ
- وَكَانَ بَنُو الدّيَّانِ زَيْناً لِقَوْمِهِمْ
- وَأرْكَانَ طَودٍ بِالأرَاكِ مَنِيعِ
- وَكانَ خدِيجٌ وَالنّجاشِيُّ مِنْهُمُ،
- ذَوَيْ طِعْمَةٍ في المَجدِ ذاتِ دَسيعِ
- هِما طَلَبَا شَعْرانَ حَتى حَبَاهُما
- بعَضْبٍ وَألْفٍ في الصِّرَارِ جميعِ
المزيد...
العصور الأدبيه