الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> وحرف كجفن السيف أدرك نقيها >>
قصائدالفرزدق
وحرف كجفن السيف أدرك نقيها
الفرزدق
- وَحَرْفٍ كجَفنِ السّيْفِ أدرَكَ نِقيَها
- وَرَاءَ الذي يُخشَى وَجيِفُ التّنائِفِ
- قَصَدْتَ بها للغَوْرِ حَتى أنَخْتَها
- إلى منكِرِ النّكْرَاءِ للحَقّ عارِفِ
- تَزِلُّ جُلُوسُ الرّحْلِ عن مُتماحِلٍ
- من الصُّلبِ دامٍ من عَضِيضِ الظلائِفِ
- وكَمْ خَبطَتْ نَعلاً بخُفٍّ وَمَنْسِمٍ
- تُدَهْدي بهِ صُمّ الجلاميدِ رَاعِفِ
- فَلَوْلا تَراخَيهنّ بي، بَعدَما دَنَتْ
- بِكَفِّيَ أسْبَابُ المَنَايا الدّوَالِفِ
- لَكُنْتُ كَظَبْيٍ أدْرَكَتْهُ حِبَالَةٌ
- وَقَد كانَ يخشَى الظبيّ إحدى الكَفائِفِ
- أرَى الله قَد أعطى ابنَ عاتكَة الذي
- لَهُ الدِّينُ أمسَى مُستَقيمَ السّوالِفِ
- تُقَى الله والحُكمَ الذي لَيسَ مثلُهُ
- ورَأفَة مَهدِيٍّ على النّاسِ عاطِفِ
- وَلا جارَ بعْدَ الله خَيرٌ مِن الّذِي
- وَضَعْتُ إلى أبْوَابِهِ رَحْل خائِفِ
- إلى خَيْرِ جَارٍ مُسْتَجارٍ بحَبْلِهِ،
- وَأوْفَاهُ حَبْلاً للطّرِيدِ المُشَارِفِ
- عَلى هُوّةِ المَوْتِ التي إنْ تَقاذَفَتْ
- بِهِ قَذَفَتْهُ في بَعِيدِ النّفانِفِ
- فَلابَأس أنّي قَدْ أخَذْتُ بعُرْوَةٍ
- هيَ العُرْوَةُ الوُثقَى لخَيرِ الحَلائِفِ
- أتَى دُونَ ما أخشَى بكَفِّيَ مِنهُما
- حَيا النّاسِ وَالأقْدارُ ذاتُ المَتالِفِ
- فَطامَنَ نَفْسِي بَعْدَما نَشَزَتْ بِهِ
- ليَخْرُجَ تَنْزَاءُ القُلُوبِ الرّوَاجِفِ
- وَرَدّ الّذي كادُوا وَما أزمَعُوا لَهُ
- عَليّ وما قَدْ نَمّقُوا في الصّحائِفِ
- لَدَى مَلِكٍ وابنِ المُلُوكِ، كَأنّهُ
- تَمَامُ بُدُورٍ ضَوْءُهُ غَيرُ كَاسِفِ
- أبُوهُ أبُو العاصِي وَحَرْبٌ تَلاقَيا
- إلَيْهِ بِمَجْدِ الأكْرَمِينَ الغَطارِفِ
- هُمُ مَنَعُوني مِنْ زِيادٍ وَغَيْرِهِ،
- بِأيْدٍ طِوَالٍ أمّنَتْ كُلَّ خَائِفِ
- وكمْ من يَدٍ عندي لكُمْ كان فَضْلُها
- عَليّ لكُمْ يا آلَ مَرْوَانَ ضَاعِفِ
- فمِنهُنّ أنْ قَدْ كُنتُ مِثْلَ حَمامةٍ
- حَرَاماً، وكم من نابِ غَضْبَانَ صَارِفِ
- رَدَدْتُ عَلَيْهِ الغَيظَ تحتَ ضُلُوعِهِ
- فأصْبَحَ مِنهُ المَوْتُ تحتَ الشّرَاسِفِ
المزيد...
العصور الأدبيه