الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> وجدنا خزاعيا أسنة مازن >>
قصائدالفرزدق
وجدنا خزاعيا أسنة مازن
الفرزدق
- وَجَدْنَا خُزاعِيّاً أسِنّةَ مَازِنٍ،
- وَمِنها إذا هابَ الكُماةُ جَسُورُها
- على ما يهَابُ القَوْمُ من عاجِلِ القِرَى
- إذا احمَرّ من نَفْخَ الصَّبَا زَمهَرِيرُها
- وَهُمْ يَوْم وَلّى أسلَمٌ ظَهرَهُ القَنا
- وَفَرّ، وَشَرُّ النّاسِ بأساً فَرُورُها
- وَهُمْ يَوْمَ عَبّادِ بنِ أخضَرَ بالقَنَا
- وَبالهِنْدوَانِيّاتِ بِيضاً ذُكُورُها
- أبَوْا أنْ يَفِرّوا يَوْمَ كُرّ عَلَيْهِمُ،
- وَلا يَقْتُلُ الأبْطَالَ إلاّ كَرُورُها
- جَلَوْا بالعَوَالي وَالسّيُوفِ غِشاوَةً،
- يكادُ مِنَ الإظْلامِ يَعَشى بَصِيرُها
- وَهُمْ أنْزَلُوا هِنْداً مَنازِلَ لمْ تكُنْ
- لَهُمْ قَبْلَهَا إلاّ مَصِيراً تَصِيرُها
- وَدارَتْ رَحى الأبطالِ في حَوْمة الوَغى
- وَأظْهَرَ أنْيَابَ الحُرُوبِ هَرِيرُها
- وَهُمْ رَجَعُوا لابنِ المُعَكْبَرِ ذَوْدَهُ
- وَقد كانَ عَنها قد تَوَلّى مُجِيرُها
- وَهُمْ صَدّقُوا رُؤيا بُرَيْقَةَ إذْ رَأتْ
- غَيابَةَ مَوْتٍ، مُسْتَهِلاًّ مَطيرُها
- فكَذّبَهَا مِنْ قَوْمِهَا كُلُّ خَائِنٍ،
- وَقَدْ جَاءَهُمْ بالحَقّ عَنهمْ نذيرُها
- فَما راعَهُمْ إلاّ أسِنّةُ مَازنٍ
- يُدِيرُ قَنَاهَا، بالأكفّ، مُدِيرُها
- وَخَيْلٌ تَنَادَى بِالمَنَايَا إلَيْهُمُ،
- وَآساَدُ غِيلٍ لا يُبِلّ عَقِيرُها
المزيد...
العصور الأدبيه