الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> وأغيد من من النعاس بعظمه >>
قصائدالفرزدق
وأغيد من من النعاس بعظمه
الفرزدق
- وَأغْيَدَ مِنْ مَنِّ النُّعاسِ بِعَظْمِهِ،
- كأنَّ بِهِ مِمَّا سَرَيْنَا بِهِ خَبْلا
- أقَمْنَا بِهِ مِنْ جَانِبَيْهَا نَجِيبَةً
- بِأمثالِهَا حتى رأى جُدَداً شُعْلا
- إذا صُحَبَتي مالَ الكَرَى برُؤوسِهِمْ
- جَعَلْتُ السُّرَى مني لأعيُنهمْ كُحلا
- إذا سَألُوني مَا يُدَاوِي عُيُونَهُمْ
- بوَقعَةِ بَازٍ لا تَحُلّ لِمْ رِجلا
- رَفَعْتُ لهُمْ باسْمِ النَّوَارِ ليَدْفَعُوا
- نُعاساً وَدَيجُوجاً، أسافِلُهُ جَثْلا
- وَكُنتُ بهَا أجْلُو النّعاسَ وَباسمِها
- أنادي إذا رِجْلي وَجَدْتُ بهَا مَذْلا
- وَمَا ذُكِرتْ يَوْماً لَهُ عِنْدَ حاجَةٍ،
- وَإنْ عَظُمَتْ، إلاّ يكُون لَهُ شُغلا
- إلَيْكَ ابنَ أيّوبٍ تَرَامَتْ مَطِيّتي،
- لتَلْقَاكَ تَرْجُو مِنْ نَداكَ لها سَجلا
- إذا مَنكِبٌ من بَطنِ فَلجٍ حَبا لهَا،
- طَوَتْ غَوْلَهُ عَنها وَأسرَعتِ النّقلا
- لتَلْقَى امرَأً ذا نِعْمَةٍ عِنْدَ رَبّهَا،
- بِهِ يَجْمَعُ الأعلى لرَاكبها الشّملا
- أبَتْ يَدُهُ إلاّ انْبِسَاطاً بِمَالِهَا،
- إذا ما يَدٌ كَانَتْ على مالِها قُفْلا
- أبا يُوسُفٍ رَاخَيْتَ عَني مَخانِقي،
- وَأتْبَعْتَ فَضْلاً لَسْتُ ناسِيَه فضْلا
- وَطامَنْتَ نَفْسِي بَعْدَما نَشَزَتْ بها
- مَخاوِفُ لم تَترُكْ فُؤاداً وَلا عَقْلا
- فَما تحي لا أرْهَبْ وإنْ كُنتُ جارِماً،
- وَلَوْ عَدّ أعدائي عَليّ لَهُمْ ذَحْلا
- كَأنّي، إذا ما كُنتُ عندَكَ، مُشرِفٌ
- على صَعبِ سَلمى حيثُ كان لها فَحلا
- وكم مثلُ هذي من عَضُوضٍ مُلِحّةٍ
- عَلَيّ تَرَى مِنْها نَوَاجِذَها عُصْلا
- فِدىً لَكَ أُمّي عِندَ كلّ عَظِيمَةٍ
- إذا أنَا لمْ أسْطَعْ لأمثالِهَا حَمْلا
- دَفَعْتَ؛ وَمَخشِيٍّ رَداها مَهِيبَةٍ،
- جَعَلْتَ سَبِيلي مِنْ مَطالِعِها سَهلا
- وَكُنتُ أُنَادي باسمِكَ الخَيرَ للّتي
- تَخافُ بَناتي أنْ تُصِيبَ بهَا ثُكْلا
- كَفَيْتَ التي يَخْشَينَ منها كَمَا كَفى
- أبُو خالِدٍ بالشّأمِ أخْطَلَةَ القَتْلى
- وَيَوْمٍ تُرَى فِيهِ النّجُومُ شَهِدْتَهُ،
- تَعَاوَرُ خَيْلاهُ الأسِنّةَ والنَّبْلا
- كَأنّ ذُكُورَ الخَيْلِ في غَمَرَاتِهِ
- يَخُضْنَ، إذا أُكْرِهنَ فيه، به الوحلا
- صَبَرْتَ بِهِ نَفْساً عَلَيْكَ كَرِيمَةً
- وَقَدْ عَلِمُوا ألاّ تَضَنّ بها بُخْلاَ
- تَجُودُ بهَا للهِ تَرْجُو ثَوَابَه
- وَلَيْسَ بمُعْطٍ مِثْلَهَا أحَدٌ بَذْلاَ
- وَفِّي، إذا ضَنّ البَخِيلُ بَمالِه
- وَفيِّ إذا أعطَى بِذِمّتِهِ حَبْلا
- حَلَفْتُ بما حَجَتْ قُريشٌ ونَحَّرَت
- غَداةَ مَضَى العَشرُ، المُجَلَّلَةَ الهُدلا
- لَقَدْ أدْرَكَتْ كَفّاكَ نَفْسِيَ بَعدَما
- هَوَيْتُ وَلمْ تُثْبِتْ َبها قَدَمٌ نَعْلا
- بَنَى لَكَ أيّوبٌ أبُوكَ إلى التي
- تُبادِرُهَا الأيْدِي، وكُنتَ لهَا أهلا
- أبُوكَ الذّي تَدعُو الفَوَارِسُ باسمِهِ
- إذا خَطَرَتْ يَوْماً أسِنّتُهَا بَسْلاَ
- أبٌ يُجْبَرُ المَوْلى به، وتَمُدُّهُ
- بُحورُ فُرَاتٍ لمْ يكُنْ ماؤها ضَحْلاَ
- لَقَدْ عَلِمَ الأحْيَاءُ بالغَوْرِ أنّكُمْ
- إذا هَبّتِ النّكْبَاءُ، أكثرُهم فضْلاَ
- وأضْحَتْ بِأجْرَازٍ مُحُولٍ عِضَاهُهَا
- من الَجدبِ إذْ ماتَ الأفاعي بها هَزْلاَ
- وَرَاحَتْ مَرَاضِيعُ النّسَاءِ إلَيْكُم
- سَوَاغبَ لم تَلبَسْ سِوَارًا وَلا ذَبْلاَ
- وَجاءَتْ مَعَ الأبْرَامِ تَمْشي نِساؤهَا
- إلى حُجَرِ الأضْيَافِ تلتمسُ الفَضْلاَ
- مِنَ المَاِنحِيَن الجَارَ كُلَّ مُمَنَّح
- فَوُوزٍ إذا اصْطَكَّتْ مُقَرَّمَةً عُصْلاْ
- وَأنْتَ امرُؤٌ من أهلِ بَيْتٍ تَوَارَثُوا
- كرَامَ مساعي النّاس والَحسبَ الجَزْلاَ
المزيد...
العصور الأدبيه