الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> منا الذي اختير الرجال سماحة >>
قصائدالفرزدق
منا الذي اختير الرجال سماحة
الفرزدق
- مِنّا الّذِي اخْتِيرَ الرّجالَ سَماحَةً
- وَخَيراً إذا هَبّ الرّياحُ الزّعَازِعُ
- وَمِنّا الّذي أعْطَى الرّسُولُ عَطِيّةً
- أُسارَى تَمِيمٍ، وَالعُيُونُ دَوَامِعُ
- وَمِنّا الذي يُعطي المِئِينَ وَيَشترِي الـ
- ـغَوَالي، وَيَعْلُو فَضْلُهُ مَنْ يُدافعُ
- وَمِنّا خَطِيبٌ لا يُعابُ، وَحامِلٌ
- أغَرُّ إذا التَفّتْ عَلَيهِ المَجَامِعُ
- وَمِنّا الّذي أحْيَا الوَئِيدَ وَغالِبٌ
- وَعَمْروٌ وَمِنّا حاجِبٌ وَالأقارِعُ
- وَمِنّا غَداةَ الرَّوْعِ فِتّيانُ غارَةٍ،
- إذا مَتعَتْ تحتَ الزِّجاجِ الأشاجعُ
- وَمِنّا الّذي قادَ الجِيادَ عَلى الوَجَا
- لنَجْرَانَ حَتى صَبْحَتْها النّزَائِعُ
- أُولَئِكَ آبَائي، فَجِئْني بمِثْلِهِمْ،
- إذا جَمَعَتْنا يا جَرِيرُ المَجَامِعُ
- نمَوْني فأشْرَفْتُ العَلايَةَ فَوقَكُمْ
- بُحُورٌ، وَمنّا حَامِلُونَ وَدافَعُ
- بهِمْ أعْتَلي مَا حَمّلَتْني مُجاشِعٌ،
- وَأصْرَعُ أقْرَاني الّذِينَ أُصَارِعُ
- فَيا عَجَبي حَتّى كُلَيْبٌ تَسُبّني،
- كأنّ أباها نَهْشَلٌ أوْ مُجَاشَعُ
- أتَفْخَرُ أنْ دَقّتْ كُلَيْبٌ بنَهْشَلٍ،
- وَما مِنْ كُلَيْبٍ نَهْشَلٌ وَالرَّبائِعُ
- وَلَكِنْ هُما عَمّايَ من آلِ مَالِكٍ،
- فأقْعِ فَقَدْ سُدّتْ عَلَيكَ المَطالِعُ
- فإنّكَ إلاّ ما اعتَصَمْتَ بنَهْشَلٍ،
- لمُسْتَضْعَفٌ يا ابنَ المَرَاغَةِ ضَائَعُ
- إذا أنتَ يا ابنَ الكَلْبِ ألقَتْكَ نهشلٌ
- ولَمْ تَكُ في حِلْفٍ فَما أنتَ صَانِعُ
- ألا تَسألُونَ النّاس عَنّا وَعَنْكُمُ،
- إذا عُظّمَتْ عِندَ الأمورِ الصّنائَعُ
- تَعالَوْا، فَعُدّوا، يَعلَمِ النّاسُ أيُّنا
- لصَاحِبِهِ في أوّلِ الدّهْرِ تابَعُ
- وَأيُّ القَبِيلَينِ الّذي في بُيُوتِهِمْ
- عِظامُ المَساعي وَاللُّهَى وَالدّسائَعُ
- وَأينَ تُقَضّي المالِكَانِ أُمُورَها
- بحَقٍّ، وَأينَ الخافِقاتُ اللّوَامِعُ
- وَأينَ الوُجُوهُ الوَاضِحاتُ عَشِيّةً
- على البابِ وَالأيدي الطِّوَالُ النّوَافعُ
- تَنَحَّ عَنِ البَطْحاءِ، إنّ قَدِيمَها
- لَنا، وَالجِبالُ البَاذِخاتُ الفَوَارِعُ
- أخَذْنا بِآفَاقِ السّمَاءِ عَلَيْكُمُ،
- لَنَا قَمَرَاها وَالنّجُومُ الطّوَالِعُ
- لَنَا مقْرَمٌ يَعْلُو القُرومُ هَدِيرُهُ
- بِذَخْ، كُلُّ فَحْلٍ دونَه متَوَاضَعُ
- هَوى الخَطَفَى لمّا اخْتَطَفْتُ دِماغه
- كما اختَطفَ البازِي الخَشاش المُقارِعُ
- أتَعْدلُ أحْسَاباً لِئَاماً أدِقّةً
- بأحْسابِنا؟ إني إلى الله رَاجَعُ
- وَكُنّا إذا الجَبّارُ صَعّرَ خَدَّهُ،
- ضَرَبْناهُ حَتى تَسْتَقِيمَ الأخادِعُ
- وَنَحْنُ جَعَلْنا لابنِ طَيْبَةَ حكمَهُ
- مِنَ الرّمْحِ إذْ نَقْعُ السّنابك ساطعُ
- وَكُلُّ فَطِيم يَنْتَهي لِفِطَامِهِ،
- وَكُلُّ كُلَيْبيٍّ وَإنْ شابَ رَاضِعُ
- تَزيّدَ يَرْبُوعٌ بهِمْ في عِدادِهِمْ،
- كما زيدَ في عَرْضِ الأديمِ الأكارِعُ
- إذا قيلَ: أيُّ النّاسِ شَرٌّ قَبِيلَةً؟
- أشارَتْ كُلَيْبٌ بالأكفّ الأصَابِعُ
- ولم تَمنَعُوا يَوْمَ الهُذَيلِ بَناتِكُمْ،
- بَني الكَلبِ، وَالحامي الحَقيقةَ مانِعُ
- غَادةَ أتَتْ خَيلُ الهُذَيلِ وَرَاءكُمْ
- وَسُدّتْ عَلَيَكُمْ من إرَابَ المَطالعُ
- بَكَيْنَ إلَيْكُمْ، وَالرّمَاحُ كأنّها
- معَ القَوْمِ أشطانُ الجَرُور النّوازِعُ
- دَعَتْ يالَ يَرْبُوعٍ، وَقَد حالَ دونها
- صُدُورُ العَوَالي وَالذُّكُورُ القَوَاطِعُ
- فَأيَّ لَحَاقٍ تَنْظُرُونَ، وَقَدْ أتَى
- على أُمُلِ الدَّهْنا النّسَاءُ الرّوَاضِعُ
- وَهُن رُدافَى، يَلْتَفِتْنَ إلَيكُمُ،
- لأسُوُقِها خَلْفَ الرّجالِ قَعاقِعُ
- بِعَيطٍ إذا مَالَتْ بِهِنّ خَمِيلَةٌ،
- مَرَى عَبَرَاتِ الشّوْقِ منها المَدامِعُ
- تَرَى للكُلَيْبِيّاتِ، وَسْطَ بُيُوتهِمْ،
- وُجُوهَ إماءٍ لمْ تَصُنْها البَرَاقِعُ
المزيد...
العصور الأدبيه