الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> لولا يدا بشر بن مروان لم أبل >>
قصائدالفرزدق
لولا يدا بشر بن مروان لم أبل
الفرزدق
- لَوْلا يَدا بِشْرِ بنِ مَرْوَانَ لمْ أُبَلْ
- تَكَثُّرَ غَيْظٍ في فُؤادِ المُهَلَّبِ
- فإنْ تُغلِقِ الأبَوابَ دُوني وَتَحتَجبْ
- فَمَا ليَ مِنْ أُمٍّ بِغَافٍ وَلا أبِ
- وَلَكِنّ أهْلَ القَرْيَتَينِ عَشِيرَتي،
- وَلَيسوا بوَادٍ مِنْ عُمانَ مَصَوِّبِ
- غَطارِيفُ من قَيسٍ مَتى أدْعُ فيهمِ
- وَخِندِفَ يَأتُوا للصّرِيخِ المُثَوِّبِ
- ولمّا رَأيْتُ الأزْدَ تَهْفُو لحاهُمُ
- حَوَاليْ مَزَوْنِيٍّ لَئِيمِ المُرَكَّبِ
- مُقَلَّدَةً بَعْدَ القُلُوسِ أعِنّةً
- عَجِبتُ، وَمَن يَسمَعْ بذلك يَعجبِ
- تَغُمُّ أُنُوفاً لَمْ تَكُنْ عَرَبِيّةً
- لِحَى نَبَطٍ، أفْوَاهُهَا لَمْ تُعَرَّبِ
- فكَيْفَ وَلمْ يَأتُوا بمَكّةَ مَنسِكاً؛
- ولمْ يَعبُدوا الأوْثَانَ عِندَ المحصَّبِ
- ولمْ يَدْعُ داعٍ: يا صَباحاً، فيَرْكَبوا
- إلى الرّوْعِ إلاّ في السّفِينِ المُضَبَّبِ
- وَمَا وُجِعَتْ أزْدِيّةٌ مِنْ خِتَانَةٍ،
- وَلا شَرِبَتْ في جِلدِ حَوْبٍ مُعَلَّبِ
- وَما انْتابَها القُنّاصُ بالبَيْضِ وَالجنا،
- وَلا أكَلَتْ فَوْزَ المَنِيحِ المُعَقَّبِ
- وَلا سَمَكَتْ عَنها سَمَاءً وَلِيدَةٌ،
- مَظَلّةُ أعْرَابِيّةٍ فَوْقَ أسْقُبِ
- ولا أوْقَدَتْ ناراً لِيعْشُوَ مُدْلِجٌ
- إليها، وَلمْ يُسْمَعْ لها صَوْتُ أكْلُبِ
- ولا نَثَرَ الجاني ثِبَاناً أمَامَهَا؛
- وَلا انتَقلتْ من رَهبةٍ سَيلَ مِذنَبِ
- وَلا أرْقَصَ الرّاعي إلَيهَا مُعَجِّلاً
- بِوَطْبِ لَقَاحٍ أوْ سَطيحَةِ مُعزِبِ
المزيد...
العصور الأدبيه