الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> لقد علمت وعلم المرء أصدقه >>
قصائدالفرزدق
لقد علمت وعلم المرء أصدقه
الفرزدق
- لَقَدْ عَلِمْتُ وَعِلْمُ المَرْءِ أصْدَقُهُ
- مَنْ عِنْدَهُ بالّذي قَدْ قالَهُ الخَبَرُ
- أنْ لَيسَ يُجزِىءُ أمرَ المُشرِقَينِ مَعاً
- بَعدَ ابنِ يُوسُفَ إلاّ حَيّةٌ ذَكَرُ
- بَلْ سَوْف يَكْفيكَها باز تَغلّبَها،
- لَهُ التَقَتْ بالسّعودِ الشمسُ والقمرُ
- فَجَاءَ بَيْنَهُمَا نَجْمٌ إذا اجْتَمَعا
- يُشْفَى بِهِ القَرْحُ وَالأحداثُ تُجتَبرُ
- أغَرَّ، يَسْتَمْطِرُ الهُلاّكُ نَائِلَهُ،
- في رَاحَتَيْهِ الدّمُ المَعْبُوطُ وَالمَطَرُ
- فَأصْبَحَا قَدْ أمَاتَ الله دَاءَهُمَا،
- وَقَوّمَ الدَّرْءَ مِنْ مِصْرَيْهِما عُمَرُ
- حتى استَقامَتْ رُؤوسٌ كان يحمِلُها
- أجْسادُ قَوْمٍ وَفي أعناقِهِمْ صَعَرُ
- إنّ لآل عَدِيٍّ أثْلَةً فَلَقَتْ
- صَفاةَ ذُبْيانَ لا تَدنُو لها الشّجَرُ
- منها الثّرَى وَحصَى قَيسٍ إذا حُسبتْ
- وَالضّارِبُونَ إذا ما اغرَوْرَقَ البَصرُ
- فلا يُكَذَّبُ مِنْ ذُبْيانَ فَاخِرُها،
- إذا القَبائِلُ عَدّتْ مَجدَها الكُبَرُ
- أبَى لها أنْ تُدانيها إذا افْتَخَرَتْ
- عِنْدَ المَكَارِمِ، وَالأحْسابُ تُبتدرُ
- انّ لآلِ عَدِيٍّ، في أرُومَتِهِمْ،
- بَيتَينِ قَد رَفعتْ مَجديهما مُضَرُ
- بَيْتٌ لآلِ سُكَينٍ طَالَ في عِظَمٍ،
- وَآلِ بَدْرٍ هُمَا كَانَا إذا افتَخَرُوا
- بَيْتَينِ تَقْعُدُ قَيْسٌ في ظِلالِهمَا
- حَيْثُ التَقَى عِندَ رُكنِ القِبلةِ البشرُ
- اسمَعْ ثَنائي فإني لَستُ مُمْتَدِحاً
- إلاّ امْرَأً مِنْ يَدَيْهِ الخَيْرُ يُنْتَظَرُ
- وَأنْتَ ذاكَ الذي تُرْجَى نَوَافِلُهُ
- عِندَ الشّتاءِ إذا ما دُوخلَ الحُجَرُ
- وكَمْ نَمَاكَ مِنَ الآبَاءِ مِنْ مَلِكٍ
- بهِ لذُبْيَانَ كَانَ الوِرْدُ وَالصّدَرُ
- يا ابنَيْ سُكَينٍ إذا مَدّتْ حِبالُهُما
- حَبْلَينِ مَا فيهِما ضَعْفٌ وَلا قِصَرُ
- حَبْلَينِ طالا حِبالَ النّاسِ قَد بَلَغَا
- حيثُ انتَهى من سَماءِ النّاظرِ النّظَرُ
- يا بَني كَرِيمَيْ بَني ذُبْيَانَ إنّ يَداً
- عَليّ خَيرُ يَدٍ، للدّهْرِ، تُدّخَرُ
- أنْتَ رَجَائي بِأرْضِي، أنّني فَرِقٌ
- مِنْ وَاسِطٍ وَالذي نَلقاهُ نَنْتَظِرُ
- وَما فَرِقْتُ وَقَد كانَتْ مَحَاضِرُنَا
- مِنْهَا قَرِيباً، حِذارِي وِرْدَها هَجَرُ
- اسْألْ زِيَاداً ألَمْ تَرْجِعْ رَوَاحِلُنا،
- وَنَخلُ أفْأنَّ، مِنّي بُعْدُهُ نَظَرُ
المزيد...
العصور الأدبيه