الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> عفى المنازل آخر الأيام >>
قصائدالفرزدق
عفى المنازل آخر الأيام
الفرزدق
- عَفّى المَنَازِلَ، آخِرَ الأيّامِ،
- قَطْرٌ، وَمُورٌ واخْتِلافُ نَعَامِ
- قال ابنُ صَانِعَةِ الزُّرُوبِ لقَوْمِهِ:
- لا أسْتَطِيعُ رَوَاسِيَ الأعْلامِ
- ثَقُلَتْ عَليّ عَمَايَتَانِ، ولَمْ أجِدْ
- سَبباً يُحَوِّلُ لي جِبَالَ شَمَامِ
- قَالَتْ تُجَاوِبُهُ المَرَاٍغَةُ أُمُّهُ:
- قد رُمتَ، ويَلَ أبيكَ، كلَّ مَرَامِ
- فاسكُتْ فإنّكَ قَدْ غُلِبْتَ فلَمْ تجدْ
- للقَاصِعَاءِ مَآثِرَ الأيّامِ
- وَوّجدْتَ قَوْمَكَ فَقَّأُوا من لؤمِهِمْ
- عَيْنَيْكَ، عِنْدَ مَكَارِمِ الأقَوَامِ
- صَغُرَتْ دِلاؤهُمُ، فَما ملأوا بهَا
- حَوْضاً، ولا شَهِدوا عِرَاكَ زِحَامِ
- أرْداكَ حَيْنُكَ، إذْ تُعارِضُ دارِماً
- بِأدِقّةٍ مُتَأشّبِينَ لِئَامِ
- وَحَسِبْتَ بَحَرَ بني كُلَيبٍ مُصْدِراً،
- فغَرِقْتَ حِينَ وقَعْتَ في القَمْقامِ
- في حَوْمَةٍ غَمَرَتْ أباكَ بُحْورُها،
- في الجَاهلِيّةِ كَانَ، والإسْلامِ
- إنّ الأقارِعَ والحُتَاتَ وَغَالِباً
- وَأبَا هُنَيْدَةَ دَافَعوا لمَقَامي
- بمَناكِبٍ سَبَقَتْ أبَاكَ صُدُورُهَا،
- وَمَآثِرٍ لِمُتَوَّجِينَ كِرَامِ
- إني وَجَدْتُ أبي بَنى لي بَيْتَهُ
- في دَوْحَةِ الرّؤسَاءِ وَالحُكّامِ
- مِنْ كُلّ أبْيَضَ في ذُؤابَةِ دارِمٍ،
- مَلِكٍ إلى نَضَدِ المُلُوكِ هُمَامِ
- فاسألْ بِنَا وَبِكُمْ، إذا لاقَيْتُمُ
- جُشَمَ الأرَاقِمِ، أوْ بَني هَمّامِ
- مِنّا الّذِي جَمَعَ المُلُوكَ وَبَيْنَهُمْ
- حَرْبٌ يُشَبّ سَعِيرُهَا بِضِرَامِ
- وأبي ابنُ صَعْصَعَةَ بن لَيْلى غالِبٌ،
- غَلَبَ المُلُوكَ، وَرَهْطُهُ أعْمامي
- خالي الّذي تَرَكَ النّجِيعَ بِرُمْحِهِ،
- يَوْمَ النَّقَا، شَرِقاً على بِسْطَامِ
- وَالخَيْلُ تَنْحَطُ بِالكُمَاةِ تَرَى لهَا
- رَهَجاً بكُلّ مُجَرَّبٍ مِقْدَامِ
- والحَوْفَزَانُ تَدَارَكَتْهُ غَارَةٌ
- مِنّا، بِأسْفَلِ أُودَ ذي الآرَامِ
- مُتَجَرّدِينَ على الجِيَادِ عَشِيّةً،
- عُصَباً مُجَلِّحَةً بِدارِ ظَلامِ
- وَتعرَى عَطِيّةَ ضَارِباً بِفِنَائِهِ
- رِبْقَينِ بَينَ حَظَائِرِ الأغْنَامِ
- مُتَقَلّداً لأبيهِ كَانَتْ عِنْدَهُ
- أرْبَاقُ صَاحِبِ ثَلّةٍ وَبِهَامِ
- ما مَسّ، مُذْ وَلَدَتْ عَطِيّةَ أُمُّهُ،
- كَفّا عَطِيّةَ مِنْ عِنَانِ لِجَامِ
المزيد...
العصور الأدبيه