الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> طرقت أمية في المنام تزورنا >>
قصائدالفرزدق
طرقت أمية في المنام تزورنا
الفرزدق
- طَرَقَتْ أُمَيّةُ في المَنَامِ تَزُورُنَا،
- وَهْناً، وَقَدْ كادَ السِّماكُ يَغُورُ
- طَافَتْ بِشُعْثٍ عِندَ أرْحُلِ أيْنُقٍ
- خُوصٍ أُنِخْنَ وَبَيْنَهُنّ ضَرِيرُ
- بُرِدَتْ عَرَائكُها بِجَوْزِ تَنُوفَةٍ،
- وَبِهِنّ مِنْ أينِ الكَلالِ فُتُورُ
- قالَتْ قَليلاً، فَانْتَبَهْتُ وَمَا أرَى
- زَوْراً، بِهِ مَنْ زَارَهُ مَحْبُورُ
- فَهَجَعتُ أرْجُو أنْ تَعُودَ لمِثْلِهِا
- سَلْمَى، وَمِثْلُ طِلابِ ذاكَ عَسيرُ
- رَاعَتْ فُؤادي حِينَ زَارَتْ رَوْعَةً
- مِنْهَا ظَلِلْتُ كَأنّني مَخُمُورُ
- إني، غَداةَ غَدَتْ بحاجَةِ ذي الهَوى
- مِني وَلمْ أقْض الحَيَاةَ، صَبُورُ
- صَدَعَ الفُؤادَ غَدَادةَ بَانَتْ ظَعْنُهَا
- وَأشَارَ بِالبَيْنِ المُشِتِّ مُشِيرُ
- بَلْ لَنْ يَضِيرَكَ بَينُ مَنْ لمْ تَهوَهُ
- بَلْ بَينُ مَنْ صَدَعَ الفُؤادَ يَضِيرُ
- دَعْ ذا فَقَدْ أطنَبتَ في طَلَبِ الصِّبا
- وَعَلاكَ مِنْ بَعْدِ الشّبَابِ قَتِيرُ
- وَافخَرْ، فإنّ لكَ المَكارِمَ، وَالأُلَى
- رَفَعُوا مَآثِرَ، مَجْدُهَا مَذْكُورُ
- وَإذا فَخَرْتُ فَخَرْتُ غَيرَ مكَذَّبٍ
- وَليَ العُلى وَكَرِيمُهَا المَأثُورُ
- إني إذا مُضَرٌ عَليّ تَعَطّفَتْ
- سامَيْتُ مَجرَى الشمسِ حينَ تَسيرُ
- بَخْ بَحْ لَنَا الشّرَفُ القَدِيمُ، وَعِزُّنا
- قَهَرَ البِلادَ فَمَا لَهُ تَنْكِيرُ
- مِنّا الخَلائِفُ وَالنّبيُّ مُحَمّدٌ،
- وَإلَيْهِمُ مُلْكُ العِبَادِ يَصِيرُ
- أحْيَاؤنَا خَيْرُ البَرِيّةِ كُلِّهَا،
- وَقُبُورُنَا مَا فَوْقَهُنّ قُبُورُ
- وَإذا رَفَعْتُ لِوَاءَ خِنْدِفَ قَصّرَتْ
- عَنْهُ العُيُونُ، فَطَرْفُهَا مَقْصُورُ
- أبْنَاءُ خِنْدِفَ إن نَسَبْتَ وَجَدْتَهم
- رَهْطَ النّبيّ، لِوَاؤهُمْ مَنْصُورُ
- وَكَأنّمَا الرّايَاتُ حَولَ لِوَائِهِمْ
- طَيْرٌ حَوَائِمُ، في السّمَاءِ، تَدُورُ
- وَالله مَا أُحْصِي تَميماً كُلَّهَا،
- إلاّ العُلى، أوْ أنْ يُقَالَ كَثِيرُ
المزيد...
العصور الأدبيه