الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> جر المخزيات على كليب >>
قصائدالفرزدق
جر المخزيات على كليب
الفرزدق
- جَرّ المُخْزِياتِ عَلى كُلَيْبٍ
- جَرِيرٌ ثمّ مَا مَنَعَ الذِّمَارَا
- وَكَانَ لَهُمْ كَبَكْرِ ثَمودَ لمّا
- رَغَا ظُهْراً، فَدَمّرَهمْ دَمَارَا
- عَوَى فَأثَارَ أغْلَبَ ضَيْغَمِيّاً،
- فَوَيْلَ ابنِ المَرَاغَةِ ما اسْتَثَارَا
- مِنَ اللاّئي يَظَلّ الألْفُ مِنْهُ
- مُنِيخاً مِنْ مَخَافَتِهِ نَهَارَا
- تَظَلّ المُخْدِرَاتُ لَهُ سُجُوداً،
- حَمَى الطّرُقَ المَقانِبَ والتِّجارَا
- كَأنّ بساعِدَيْهِ سَوَادَ وَرْسٍ،
- إذا هُوَ فَوْقَ أيْدي القَوْمِ سارَا
- وَإنّ بَني المَرَاغَةِ لَمْ يُصِيبُوا
- إذا اخْتارُوا مَشاتَمَتي اخْتِيَارَا
- هَجَوْني حَائِنِينَ وَكَانَ شَتْمي
- عَلى أكْبَادِهِمْ سَلَعاً وَقَارَا
- سَتَعْلَمُ مَنْ تَنَاوَلُهُ المَخَازِي
- إذا يَجْرِي وَيَدّرِعُ الغُبَارَا
- وَنَامَ ابنُ المَرَاغَةِ عَنْ كُلَيْبٍ
- فَجَلّلَهَا المَخَازِي وَالشَّنَارَا
- وَإنّ بَني كُلَيْبٍ، إذْ هَجَوْني،
- لَكَالجِعْلانِ إذْ يَغْشَينَ نَارَا
- وَإنّ مُجَاشِعاً قَدْ حَمّلَتْني
- أُمُورَاً لَنْ أُضَيِّعَهَا كِبَارَا
- قِرَى الأضْيَافِ، لَيلَةَ كلّ رِيحٍ
- وَقَدْماً كُنْتُ للأضْيافِ جَارَا
- إذا احْتَرَقَتْ مَآشِرُهَا أشَالَتْ
- أكَارِعَ في جَوَاشِنِهَا قِصَارَا
- تَلُومُ عَلى هِجَاءِ بَني كُلَيْبٍ،
- فَيا لَكَ للمَلامَةِ مِنْ نَوَارَا
- فَقُلْتُ لهَا: ألَمّا تَعْرِفِيني،
- إذا شَدّتْ مَحَافَلَتي الإزَارَا
- فَلَوْ غَيرُ الوِبَارِ بَني كُلَيْبٍ
- هَجَوْني ما أرَدْتُ لَهُمْ حِوَارَا
- ولَكِنّ اللّئَامَ إذا هَجَوْني
- غَضْبتُ فكانَ نُصْرَتي الجِهَارَا
- وَقَالَتْ عِنْدَ آخِرِ مَا نَهَتْني:
- أتَهْجُو بِالخَضَارِمَةِ الوِبَارَا
- أتَهْجُو بِالأقَارِعِ وَابنِ لَيْلى
- وَصَعْصَعَةَ الّذِي غَمَرَ البِحَارَا
- وَنَاجِيَةَ الّذِي كَانَتْ تَمِيمٌ
- تَعِيشُ بِحَزْمِهِ أنّى أشَارَا
- بِهِ رَكَز الرِّمَاحَ بَنُو تَمِيمٍ
- عَشِيّةَ حَلّتِ الظُّعُنُ النِّسَارَا
- وَأنْتَ تَسُوقُ بَهْمَ بَني كُلَيْبٍ
- تُطَرْطِبُ قائِماً تُشلي الحُوَارَا
- فكَيْفَ ترُدّ نَفْسَكَ يا ابن ليلى
- إلى ظِرْبَى تَحَفّرَتِ المَغَارَا
- أجِعْلانَ الرَّغَامِ بَني كُلَيْبٍ،
- شِرَارَ النّاس أحْسَاباً وَدَارَا
- فَرَافِعْهُمْ، فَإنّ أبَاكَ يَنْمَى
- إلى العُلْيا إذا احتقروا النقارا
- وإنَّ أباكَ أكرمُ منْ كليبٍ
- إذا العِيدانُ تُعْتَصَرُ اعْتِصَارَا
- إذا جُعَلُ الرَّغَامِ أبُو جَرِيرٍ
- تَرَدّدَ دُونَ حُفْرَتِهِ فَحَارَا
- مِنَ السُّودِ السّرَاعِفِ ما يُبَالي
- ألَيْلاً مَا تَلَطّخَ أمْ نَهَارَا
- لَهُ دُهْدِيّةٌ إنْ خَافَ شَيْئاً
- مِنَ الجِعْلانِ أحْرَزَها احتِفارَا
- وَإنْ نَقِدَتْ يَدَاهُ فَزلّ عَنْهَا
- أطافَ بِهِ عَطِيّةُ فَاسْتَدَارَا
- رَأيْتُ ابنَ المَرَاغَةِ حِينَ ذَكّى
- تَحَوّلَ، غَيرَ لحيَتِهِ، حِمَارَا
- هَلمّ نُوَافِ مَكّةَ ثُمّ نَسْألْ
- بِنَا وَبِكُمْ قُضَاعَةَ أوْ نِزَارَا
- وَرَهطَ ابنِ الحُصَينِ فلا تَدَعْهُمْ
- ذَوِي يَمَنٍ وَعَاظِمْني خِطَارَا
- هُنَالِكَ لَوْ نَسَبْتَ بَني كُلَيْبٍ
- وَجَدْتَهُمُ الأدِقَاءَ الصِّغَارَا
- وَمَا غَرّ الوِبَارَ بَني كُلَيْبٍ،
- بِغَيْثي حِينَ أنْجَدَ وَاسْتَطَارَا
- وَبَاراً بِالفَضَاءِ سَمِعْنَ رَعْداً،
- فَحاذَرْنَ الصّوَاعِقَ، حينَ ثارَا
- هَرَبْنَ إلى مَدَاخِلِهِنّ مِنْهُ،
- وَجَاءَ يُقَلِّعُ الصّخْرَ انْحِدارَا
- فَأدْرَكهُنّ مُنْبَعِقٌ ثُعَابٌ،
- بحَتْفِ الحَينِ إذْ غَلَبَ الحِذارَا
- هَجَوْتُ صِغَارَ يَرْبُوعٍ بُيُوتاً،
- وَأعْظَمَهُمْ مِنَ المَخْزَاةِ عَارَا
- فإنّكَ وَالرِّهَانَ عَلى كُلَيْبٍ
- لَكَالمُجْرِي مَعَ الفَرَسِ الحِمارَا
المزيد...
العصور الأدبيه