الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> تمنى ابن مسعود لقائي سفاهة >>
قصائدالفرزدق
تمنى ابن مسعود لقائي سفاهة
الفرزدق
- تَمَنّى ابنُ مَسعُودٍ لِقائي سَفَاهَةً،
- لَقَد قالَ حَيْناً يَوْمَ ذاكَ وَمُنكَرَا
- مَتى تَلْقَ مِنّا عُصْبَةً يا ابنَ خَالِدٍ
- رَبيئَةَ جَيشٍ أوْ يَقودونَ مِنْسَرَا
- تَكُنْ هَدَراً إنْ أدرَكَتْكَ رِماحُنا،
- وَتُترَكَ في غَمّ الغُبَارِ مُقَطَّرَا
- مَنَتْ لَكَ مِنّا أنْ تُلاقيَ عُصْبَةً
- حِمَامُ مَنَايَا قُدْنَ حَيْناً مُقَدَّرَا
- عَلى أعْوَجِيّاتٍ، كَأنّ صُدُورَهَا
- قَنا سَيْسَجانٍ مَاؤهُ قَدْ تَحَسّرَا
- ذَوَابِلَ تُبْرَى حُولُها لِفُحُولِهَا،
- تَرَاهُنّ مِنْ قَوْدِ المَقانِبِ ضُمَّرَا
- إذا سَمِعَتْ قَرْعَ المَساحِلِ نَازَعَتْ
- أيَامِنُهُمْ شَزْراً مِنَ القدّ أيْسَرَا
- يَذُودُ شِدادُ القَوْمِ بَينَ فُحُولِها
- بِأشْطانَهَا مِنْ رَهْبَةٍ أنْ تُكَسّرَا
- وَكُلُّ فَتىً عَارِي الأشاجعِ لاحَهُ
- سَمُومُ الثّرَيّا لَوْنُهُ قَدْ تَغَيّرَا
- على كُلّ مِذْعانِ السُّرَى رَادِنِيّةٍ
- يَقُودُ وَأىً غَمرَ الجِرَاءِ مُصَدَّرَا
- شَديدَ ذَنوبِ المَتنِ مُنغَمِسَ النَّسا
- إذا مَا تَلَقَّتْهُ الجَراثيمُ أحْضَرَا
- وَكَمْ مِنْ رَئِيسٍ غَادَرَتْهُ رِماحُنا
- يمُجّ نجيعاً مِنْ دَمِ الجَوْفِ أحْمَرَا
- وَنَحْنُ صَبَحْنا الحَيَّ يَوْمَ قُرَاقِرٍ
- خَميساً كأرْكانِ اليَمامَةِ مِدْسَرَا
- وَنَحْنُ أجَرْنَا يَوْمَ حَزْنِ ضَرِيّةٍ،
- وَنَحنُ مَنَعنا يَوْمَ عَيْنَينِ مِنقَرَا
- وَنَحْنُ حَدَرْنَا طَيّئاً عَنْ جِبَالِها،
- وَنحنُ حدَرْنا عن ذُرَى الغَوْرِ جَعفَرَا
- بِأرْعَنَ جَرّارٍ تَفِيءُ لَهُ الصُّوَى،
- إذا ما اغتَدى من مَنزِلٍ أوْ تهَجّرَا
- لَهُ كَوْكَبٌ إذ ذرّتِ الشمسُ وَاضحٌ،
- تَرَى فيهِ مِنّا دارِعِينَ وَحُسَّرَا
- أبي يَوْمَ جَاءتْ فَارِسٌ بجُنُودِها
- على حَمَضَى رَدّ الرّئيسَ المشَوَّرَا
- غَدا وَمَساحي الخيْلِ تَقْرَعُ بَيْنَها،
- وَلمْ يَكُ في يَوْمِ الحِفاظِ مُغَمِّرَا
- كَأنّ جُذُوعَ النّخْلِ لمّا غَشينَهُ
- سَوَابِقُها مِنْ بَينِ ورْدٍ وَأشْقَرَا
المزيد...
العصور الأدبيه