الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> تقول كليب حين مثت سبالها >>
قصائدالفرزدق
تقول كليب حين مثت سبالها
الفرزدق
- تَقُولُ كُلَيْبٌ حينَ مَثّتْ سِبَالُهَا
- وَأخْصَبَ مِنْ مَرُّوتِهَا كُلُّ جانِبِ
- لِسُؤبَانِ أغْنَامٍ رَعَتْهُنّ أُمُّهُ
- إلى أنْ عَلاها الشّيْبُ فَوْقَ الذّوَائبِ
- ألَسْتَ إذا القَعْسَاءُ أنْسَلَ ظَهرَها
- إلى آلِ بِسْطامِ بنِ قَيسٍ بِخاطِبِ
- لَقُوا ابْنَيْ جِعَالٍ وَالجِحاشُ كأنّها
- لَهُمْ ثُكَنٌ وَالقَوْمُ مِيلُ العَصَائبِ
- فَقالا لَهُمْ: ما بالكُمْ في بِرَادِكُمْ،
- أمِنْ فَزَعٍ أمْ حَوْلَ رَيّانَ لاعبِ
- فَقالُوا: سَمِعنا أنّ حَدرَاءَ زُوّجَتْ
- على مائَةٍ شُمِّ الذُّرَى وَالغوَارِبِ
- وَفِينَا مِنَ المِعْزَى تِلادٌ كَأنّهَا
- ظَفَارِيّةُ الجَزْعِ الّذي في التّرَائِبِ
- بِهِنّ نَكَحْنَا غَالِيَاتِ نِسَائِنَا،
- وَكُلُّ دَمٍ مِنّا عَلَيْهِنّ وَاجِبِ
- فَقالا: ارْجِعُوا إنّا نَخَافُ عَلَيْكُمُ
- يَدَيْ كُلّ سَامٍ منْ رَبيعَةَ شاغِبِ
- فَإلاّ تَعُودوا لا تَجيئُوا وَمِنْكُمُ
- لَهُ مِسْمَعٌ غَيرُ القُرُوحِ الجَوَالِبِ
- فَلَوْ كنتَ من أكفاءِ حَدرَاءَ لمْ تَلُمْ
- على دارِميٍّ بَينَ لَيْلى وَغَالِبِ
- فَنَلْ مِثْلَها مِنْ مِثْلِهِمْ ثُمّ لمُهمُ
- بما لَكَ مِنْ مالٍ مُرَاحٍ وَعازِبِ
- وَإني لأخشَى إنْ خَطَبْتَ إلَيْهِمُ
- عَلَيكَ الذي لاقَى يَسارُ الكوَاعِبِ
- وَلَوْ قَبِلُوا مِنّي عَطِيّةَ سُقْتُهُ
- إلى آلِ زِيقٍ مِنْ وَصِيفٍ مُقارِبِ
- هُمُ زَوّجوا قَبلي ضِرَاراً وَأنْكَحُوا
- لَقيطاً وَهُمْ أكْفَاؤنَا في المَنَاسِبِ
- ولَوْ تُنكِحُ الشّمْسُ النّجومَ بناتِها
- إذاً لَنَكَحْناهُنّ قَبْلَ الكَوَاكِبِ
- وَمَا استَعْهَدَ الأقوامُ من زَوْجِ حرّةٍ
- من النّاسِ إلاّ مِنكَ أوْ من مُحارِبِ
- لَعَلّكَ في حَدرَاءَ لُمتَ على الذي
- تَخَيّرَتِ المِعْزَى عَلى كُلّ حالِبِ
- عَطِيّةَ أوْ ذي بُرْدَتَينِ كَأنّهُ
- عَطِيّةُ زَوْجٍ لِلأتَانِ وَرَاكِبِ
المزيد...
العصور الأدبيه