الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> تقول ابنة الغوثي ما لك هاهنا >>
قصائدالفرزدق
تقول ابنة الغوثي ما لك هاهنا
الفرزدق
- تَقُولُ ابنَةُ الغَوْثيّ: ما لَكَ هاهُنَا،
- وَأنْتَ تَميميٌّ مَعَ الشّرْقِ جانبُهْ
- تُؤذّنُني قَبْلَ الرّوَاحِ، وَقَدْ دَنَا
- مِنَ البَيْنِ لا دانٍ ولا مُتَقَارِبُهْ
- فقُلتُ لها: الحاجاتُ يَطرَحْنَ بالفَتى،
- وَهَمٌّ تَعَنّاني، مُعَنىًّ رَكَايِبُهْ
- وَما زُرْتُ سَلمى أنْ تَكونَ حَبيبَةً
- إليّ، وَلا دَيْنٍ بِهَا أنَا طالِبُهْ
- فكائِنْ تَخَطّتْ منْ فَساطيطِ عاملٍ
- إلَيْكَ وَمِنْ خَرْقٍ تعاوَى ثَعالبُهْ
- يَظَلّ القَطَا من حَيثُ ماتَتْ رِياحُهُ
- يُعارِضُني تَخشَى الهلاكَ قَوَارِبُهْ
- وَمَاءٍ كَأنّ الغِسْلَ خِيضَ صَبِيبُهُ
- على لَوْنِهِ والطّعمُ يَعِبِسُ شارِبُهْ
- وَرَدْتُ وَجَوْزُ اللّيلِ حَيرَانُ ساكِنٌ
- عَلَيهِ، وَقد كادَتْ تميلُ كَوَاكِبُهْ
- قَطَعْتُ لألْحيهِنَّ أعْضادَ حَوْضِهِ،
- وَنَشَّ نَدى الدّلْوِ المُحيلِ جوَانبُهْ
- ثَنَتْ رُكَبَ الأيْدي كَأنّ رَشِيفَها
- تَرَشُّفُ مَمْطُورٍ وَقِيعاً يُناهِبُهْ
المزيد...
العصور الأدبيه