الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> تزود فما نفس بعاملة لها >>
قصائدالفرزدق
تزود فما نفس بعاملة لها
الفرزدق
- تَزَوّدْ فَمَا نَفْسٌ بِعَامِلَةٍ لَهَا،
- إذا ما أتَاهَا بِالمَنَايَا حَدِيدُهَا
- فَيُوشِكُ نَفْسٌ أنْ تَكونَ حَياتُها،
- وَإنْ مَسّهَا مَوْتٌ، طَوِيلاً خُلُودُهَا
- وَسوْفَ ترَى النّفسَ التي اكتدحَتْ لها
- إذا النّفسُ لمْ تَنطِقْ وَماتَ وَرِيدُها
- وَكَمْ لأبي الأشْبالِ من فَضْلِ نِعمةٍ
- بكَفّيْهِ عِنْدي أطْلَقَتْني سُغُودُها
- فأصْبَحتُ أمْشِي فَوْقَ رِجْلَيّ قائِماً
- عَلَيْهَا وَقَد كانَتْ طَوِيلاً قُعُودُها
- وَكمْ يا ابنَ عَبدِ الله من فضْلِ نِعمةٍ
- بكَفّيكَ عندي لمْ تُغَيَّبْ شهودُها
- وكَمْ لَكُمُ مِنْ قُبّةٍ قَدْ بَنَيْتُمُ،
- يَطُولُ عِمَادَ المُبْتَنِينَ عَمُودُها
- بَنَتْهَا بِأيْدِيهَا بَجِيلَةُ خَالِدٍ،
- وَنَالَ بهَا أعْلى السّمَاءِ يَزِيدُها
- وَجَدْتُكُمْ تَعْلُونَ كُلَّ قُبَيْلَةٍ،
- إذا اعتَزّ أقْرَانَ الأمُورِ شَدِيدُها
- وَكَانَتْ إذا لاقَتْ بَجِيلَةُ غَارَةً،
- فمنكُمْ مُحاميها وَمِنكُمْ عَميدُها
- وَكُنْتُمْ إذا عَالى النّسَاءُ ذُيُولَهَا،
- ليسعَينَ من خَوْفٍ فمنكُمْ أُسودُها
- وَمَا أصْبَحَتْ يَوْماً بَجِيلَةُ خالِدٍ
- وَإلاّ لَكُمْ أوْ مِنكُمُ مَنْ يَقودُها
- إذا هيَ ماسَتْ في الدّرُوعِ وَأقْبَلَتْ
- إلى الباسِ مَشْياً لمْ تجدْ من يذودُها
- لَعمرِي! لَئنْ كانتْ بَجِيلَةُ أصْبحَتْ
- قَدِ اهتَضَمَتْ أهلَ الجدودِ جدودُها
- لَقَدْ تُدْلِقُ الغَارَاتِ يَوْمَ لِقائِهَا،
- وَقَد كانَ ضَرّابي الجَماجم صِيدُها
- مَعاقِلُ أيديها لِمَنْ جَاءَ عائِذاً،
- إذا ما التَقَتْ حُمْرُ المَنايا وَسُودُها
- وَكانتْ إذا لاقَتْ بَجِيلَةُ بالقَنا
- وَبالهِنْدوَانيّاتِ يَفْرِي حَديدُها
- فَمَا خُلِقَتْ إلاّ لِقَوْمٍ عَطَاؤهَا،
- يَكُونُ إلى أيْدي بَجِيلَةَ جُودُها
المزيد...
العصور الأدبيه