الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> إن هجاء الباهليين دارما >>
قصائدالفرزدق
إن هجاء الباهليين دارما
الفرزدق
- إنّ هِجَاءَ البَاهِلِيّينَ دَارِماً
- لَمِنْ بِدَعِ الأيّامِ ذاتِ العَجائِبِ
- أباهِلَ! هَلْ في دَلوِكُمْ، إذْ نَهَزْتُمُ
- بها، كَرِشَاءِ ابنَيْ عِقالٍ وَحاجِبِ
- رِشَاءٌ لَهُ دَلْوٌ تَفيضُ ذَنُوبُهَا
- على المَحْلِ أعلى دَلْوِهَا في الكَوَاكبِ
- فمَن يَكُ أمسَى غابَ عَنهُ فُضُوحُهُ،
- فَلَيْسَ فُضُوحُ ابنَيْ دُخَانٍ بغائبِ
- لَعَمْرُكَ! إنّي وَالأصَمَّ وَأُمَّهُ
- لَفي مَقْعَدٍ في بَيْتِهَا مُتَقاِربِ
- تَقولُ وقَدْ ضَمّتْ بعِشرِينَ حَوْلَهُ:
- ألا لَيْتَ أني زَوْجةٌ لابنِ غالِبِ
- لأرْشُفَ رِيحاً لمْ تَكُنْ بَاهِلِيّةً،
- وَلَكِنّهَا رِيحُ الكِرَامِ الأطَايِبِ
- بَنُو دارِمٍ كالمِسْكِ رِيحُ جُلُودهمْ،
- إذا خَبُثَتْ رِيحُ العَبيدِ الأشَايِبِ
- ألا كُلُّ بَيْتٍ بَاهِليٍّ أمَامَهُ
- حِمَارٌ وَعِدْ لا نِحِيِ سَمْنٍ وَرَايِبِ
- يُؤدّى بهَا عَنْهُمْ خَرَاجٌ، وَانّهُمْ،
- لجِرْوَةَ، كانُوا جُنّحاً للضّرَائِبِ
- إذا ابْنَا دُخَانٍ وَاقَفَا وِرْدَ عُصْبَةٍ
- لِئامٍ وَإنْ كانوا قَليلي الحَلايِبِ
- لَقالوا اخْسَآ يا بنَيْ دُخانٍ فإنّكُمْ
- لِئَامٌ وَشَرّابُونَ سُؤرَ المَشَارِبِ
- فَظَلّ الدُّخانيّونَ تُرْمَى وُجوهُهمْ
- عَلى المَاءِ بالإقْبالِ رَمْيَ الغَرَائِبِ
- أبَاهِلَ! إنّ المَاءَ لَيْسَ بِغَاسِلٍ
- مَخازِيَ عنكُمْ عارُها غَيرُ ذاهِبِ
- وَإنّ سِبَابِيكُمْ لَجَهْلٌ، وَأنْتُمُ
- تُبَاعُونَ في الأسْوَاق بَيْعَ الجلايِبِ
المزيد...
العصور الأدبيه