الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> إن أستطع منك الدنو فإنني >>
قصائدالفرزدق
إن أستطع منك الدنو فإنني
الفرزدق
- إنْ أسْتَطِعْ مِنْكَ الدّنُوّ، فإنّني
- سَأدْنُو بِأشْلاءِ الأسِيرِ المُقَيَّدِ
- إلى خَيرِ أهلِ الأرْض مَن يستغثْ بهِ
- يكنْ مثل مَن مرّتْ له طيرُ أسْعُدِ
- وَلَوْ أنّني أسْطِيعُ سَعْياً سَعَيْتُهُ
- إلَيْكَ وَأعْنَاقِ الهَدِيّ المُقَلَّدِ
- خَليفَةُ أهْلِ الأرْضِ أصْبَحَ ضَوْءُهُ
- بِهِ كانَ يَهدي للهُدى كلَّ مُهْتَدِ
- فَإنّ أمِيرَ المُؤمِنينَ مُحِيطَةٌ
- يَداهُ بأهْلِ الأرْضِ من كلّ مرْصَدِ
- فَلَستُ أخافُ النّاسَ ما دُمتَ سالماً
- وَلَوْ أجْلَبَ السّاعي عَليّ بحُسّدي
- سَيَأبَى أمِيرُ المُؤمِنينَ بِعَدْلِهِ
- على النّاسِ وَالسّبْعَينِ في رَاحة اليدِ
- وَلا ظُلْمَ مَا دامَ الخَليفَةُ قَائِماً،
- هِشَامٌ، وَمَا عَنْ أهْلِهِ من مشرَّدِ
- فهَلْ يا بَني مَرْوَانَ تُشفَى صُدورُكم
- بِأيْمَانِ صَبرٍ بَادِيَاتٍ وَعُوّدِ
- فَلا رَفَعَتْ، إنْ كنتُ قلتُ التي رَوَوْا،
- عَلَيّ رِدائي، حينَ ألْبَسُهُ، يَدِي
- وَنَحْنُ قِيَامٌ حَيْثُ كانَتْ وَطاءَةً
- لِرِجْلِ خَلِيلِ الله مِنْ خَيرِ محْتِدِ
- فَلا تَترُكُوا عُذْرِي المُضيءَ بَيَانُهُ،
- وَلا تَجعَلُوني في الرّكيّةِ كالرّدي
- وَكَيْفَ أسُبُّ النّهْرَ لله، بَعْدَمَا
- تَرَامَى بِدَفّاعٍ مِنَ المَاءِ مُزْبِدِ
- إلى كُلّ أرْضٍ قَادَ دِجْلَةَ خَالدٌ
- إلَيْهَا، وَكانَتْ قَبْلَهُ لمْ تُقَوَّدِ
- وَلَيْلَةِ لَيْلٍ قَدْ رَفَعْتُ سَنَاءَهَا
- بِآكِلَةٍ للثّاقِبِ المُتَوقِّدِ
- وَدَهماءَ مِغضَابِ على اللّحمِ نبّهَتْ
- عُيُوناً عن الأضْيَافِ ليستْ برُقَّدِ
- إذا أُطْعِمَتْ أُمَّ الهَشيمَةِ أرْزَمَتْ،
- كَمَا أرْزَمَتْ أُمُّ الحُوَارِ المُجَلَّدِ
- إذا ما سَدَدْنَا بالهَشِيمِ فُرُوجَها،
- رَأى كُلُّ سَارٍ ضَوْءها غَيرَ مُخمَدِ
- وَسَارٍ قَتَلْتُ الجُوعَ عَنْهُ بضَرْبَةٍ،
- أتَانَا طُرُوقاً، بِالحُسَامِ المُهَنّدِ
- على سَاقِ مِقْحَادٍ جَعَلْنَا عَشَاءَه
- شَطائبَ من حُرّ السّنامِ المُسَرْهَدِ
- وَطارِقِ لَيْلٍ قَدْ أتَاني، وَسَاقَهُ
- إليّ سَنَا نَارِي وَكَلْبٍ مُعَوَّدِ
- وَمُسْتَنْبِحٍ أوْقَدْتُ نَارِي لصَوْتِهِ،
- بِلا قَمَرٍ يَسْرِي وَلا ضَوْءِ فَرْقَدِ
- وَنَارٍ رَفَعناها لمَنْ يَبتَغي القِرَى،
- عَلى مُشْرِفٍ فَوْقَ الجَراثيمِ موقَدِ
المزيد...
العصور الأدبيه