الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> إليك بنفسي حين بعد حشاشة >>
قصائدالفرزدق
إليك بنفسي حين بعد حشاشة
الفرزدق
- إلَيْكَ بَنَفْسي، حين بَعْدَ حُشاشَةٍ،
- رِكابَ طَرِيدٍ لا يَزَالُ عَلى نَحْبِ
- طَوَاهُنّ مَا بَينَ الجِوَاءِ وَدُومَةٍ،
- وَرُكْبَانُهَا، طَيَّ البُرُودِ من العَصْبِ
- على شَدَنِيّاتٍ، كَأنّ رُؤوسَهَا
- فؤوسٌ إذا رَاحَتْ رَوَاجفُ في نُصْبِ
- إذا هي بالرَّكْبِ العِجَالِ تَرَدّفَتْ
- نَحايِزَ ضَحّاكِ المَطالعِ في النَّقْبِ
- خَبَطْنَ نِعَالَ الجِلْدِ، حتى كأنّها
- شَرَاذيمُ في الأرْساغِ من خِرَق العُطبِ
- إلَيْكَ تَعَرّقْنَا الذُّرَى بِرِحَالِهَا،
- وَكُلَّ قُتَارٍ في سُلامَى وَفي صُلْبِ
- أضَرّ بهَا التّرْحَالُ حتى تَحَوّلَتْ
- من الأين سُوداً بَعد عيديّةٍ صُهْبِ
- وَغِيدٍ من الإدلاجِ تَحسِبُ أنّهُمْ
- سُقوا بِنتَ أحَوالٍ تُدارُ على الشِّرْبِ
- تَميلُ بهمْ حِيناً وَحِيناً تُقِيمُهُمْ،
- وَهُنّ بِنا مِثْلُ القِداحِ من القُضْبِ
- حَمَلْنَ مِنَ الحاجاتِ كُلَّ ثَقِيلَةٍ
- إلَيْكَ على فَانٍ عَرَائِكُها حُدْبِ
- إلى خَيرِ مَأتىً يَطلُبُ الناسُ خَيَرَهُ،
- إلَيْهِ مِنَ الآفَاقِ مُجتَمَعُ الرّكْبِ
- إلى بابِ مَنْ لمْ نَأتِ نَطْلُبُ غَيرَهُ
- بشَرْقٍ من الأرْضِ الفضَاء وَلا غرْبِ
- إلى حَيثُ مَدّ المُلْكُ أطنابَ بَيتِهِ
- على ابن أبي الأعياص في المنزِل الرّحبِ
- إذا ما رَأتْهُ الأرْضُ ظَلّتْ كَأنّهَا
- تزَعزَعُ تَستَحيي الإمامَ من الرّعبِ
- دَعِي النّاسَ إلاّ ابنَ الخَليفَةِ، إنّهُ
- من النّاسِ إنْ بلّغتِني أرْضَهُ حَسبي
- وَلَيْسَ بِلاقٍ مثْلَهُ الدّهْرَ خائِفٌ
- أتَاهُ على مَاءٍ يَسِيرُ ولا تُرْبِ
- بِحَقّ وَليٍّ بَينَ يُوسُفَ عِيصُهُ
- وَبَينَ أبي العاصي وَبَينَ بَني حَرْبِ
- يُشَدّ بِهِ الإسْلامُ بَعْدَ وَلِيّهِ
- أبِيهِ فَأمْسَى الدِّينُ مُلتَئمَ الشَّعْبِ
- قُرُومٌ أبُو العاصي أبُوهُمْ كَأنّهُمْ
- إذا لَبِسُوا صِيدُ المُعَبَّدَةِ الجُرْبِ
- وَصِيّةَ ثَاني اثْنَينِ بَعْدَ مُحَمّدٍ،
- ضِرَابَ كِرَامٍ غَيرَ عُزْلٍ وَلا نُكبِ
- عمَدتُ بنَفسي حينَ خِفْتُ محيطَةً
- إلَيْكَ وَما لي يا ابن مَرْوَانَ من ذنبِ
- إلى المَعْقِلِ المَفْزُوعِ من كُلّ جانبٍ
- إلَيْهِ وَللغَيْثِ المَغيثِ مِنَ الجَدْبِ
- شَفيتَ من الدّاء العِرَاقَ كما شَفَتْ
- يَدُ الله بالفُرْقانِ من مَرَضِ القَلبِ
- هُوَ المُصْطَفى بَعد الصّفِيّينِ للهُدى،
- وفي العيصِ من أهلِ الخلافةِ والقُرْبِ
- بِقَوْمٍ أبو العاصي أبُوهُمْ سيوفُهُمْ
- مَعاقلُ إذْ صَارَ القِتالُ إلى الضّرْبِ
- رَأيْتُ بَني مَرْوَانَ تَفسَحُ عنْهُمُ
- سيُوفُهُمُ ضيقَ المَقامِ من الكَرْبِ
- وَتَعْرِفُ بالأبْطالِ وَقْعَ سُيُوفِهِمْ
- وَآثارَها مِنْ مُندِباتٍ وَمَن خدْبِ
- وَعَاوٍ عَوَى حَتى استْثارَ عُوَاؤهُ
- أبَا اثنَينِ في عِرّيسِ مَأسَدَةٍ غُلبِ
- أمَا كانَ في قَيْسِ بنِ عَيْلانَ نابحُ
- فَيَنْبَحَ عَنهُم غَيرُ مُستَوْلغٍ كَلبِ
- وكانَ لهمْ لمّا عَوى الكَلبُ دونهُمْ
- جَرِيرٌ عَلَيْهِمْ مثلَ رَاغيَةِ السَّقبِ
المزيد...
العصور الأدبيه