الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> إليك ابن سيار فتى الجود واعست >>
قصائدالفرزدق
إليك ابن سيار فتى الجود واعست
الفرزدق
- إلَيكَ ابنَ سَيّارٍ فتى الجُودِ وَاعَسَتْ
- بنا البيدَ أعضَادُ المَهارِي الشّعاشعِ
- كَمِ اجتَبْنَ من لَيلٍ يطأنَ خدودَه
- إلَيكَ، وَنَشْرٍ بالضّحَى مُتَخاشعِ
- إذا انْقادَ بالمَوْماةِ سامَينَ خَطْمَهُ
- بِمَائِرَةِ الآباطِ خُوصِ المَدامِعِ
- فَلَمّا شكَتْ عضّ الرِّحالِ ظهورُها
- إلى خِنْدِفيّ الجُودِ، للضّيمِ دافِعِ
- أنَخْنا بها صُهْبَ المَهاري، فجُرّدتْ
- من المَيسِ تجرِيدَ السّيوفِ القَوَاطعِ
- وَأنْتَ امْرُؤٌ تَحمي ذِمارَ عَشِيرةٍ
- كِرَامٍ بجَزْلٍ مِنْ عَطائِكَ نافِعِ
- جَسِيمُ محَلِّ البَيْتِ ضَمّنَكَ القِرَى
- أبُوكَ وَأحداثُ الأمورِ الجَوَامِعِ
- لِبَيْتِكَ، مِن أفناءِ خِندِفَ كلِّها،
- عَرَانِينُ لَيسَتْ بالوَشيطِ التّوَابِعِ
- وَكُلُّ جَسُورٍ بالمِئينَ وَمُطْعِمٍ،
- إذا اغْبَرّ آفَاقُ الرّياحِ الزّعَازِعِ
- فَكَمْ لكَ يا نَصرَ بنَ سَيّارَ من أبٍ
- أغَرَّ، إذا التَفّتْ نَوَاصي المَجامِعِ
- كُهُولٌ وَشُبّانٌ مَساعِيرُ في الوَغَى،
- لَهُمْ بِالقَنَا أيْدٍ طِوَالُ الأشاجِعِ
- إذا جَرّدُوا أسْيافَهُمْ لِكَتِيبَةٍ
- لمَعْنَ، وَميضَ العارِضِ المُتَدافِعِ
- وَأنْتَ ابنُ أشْيَاخٍ إذا نضَبَ الثّرَى
- مِنَ المَحْلِ كانوا كاللّيُوثِ الروَابعِ
- هُمُ الضّامِنُونَ المَالَ للجارِ وَالقِرَى
- من الأرْض إذ خيفتْ جدوبُ المَوَاقعِ
- وَلمّا رَأيتُ الجُودَ تَجرِي جِيادُهُ
- إلى خَطَرٍ يُفْلى بِهِ كُلُّ مَائِعِ
- مَدْحتُ جَوَاداً بَينَ سَيّارَ بَيْتُهُ،
- وَبَينَ حُصَينٍ بِالرّوَابي الفَوَارِعِ
- أنْصْرَ بنَ سَيّارٍ بكَفّيْكَ ضُمّنَتْ
- معَ الجُودِ ضرْبَ الهامِ عندَ الوَقائعِ
- خَطِيبُ مُلُوكِ لا تَزَالُ جِيادُهُ
- بِثَغْرِ بَزَانٍ في ظِلالِ اللّوَامِعِ
- إذا سَدَفُ الصّبْحِ انّجَلى عن جَبينِهِ
- وَلَمْحُ قَطائيٍّ على السّرْجِ وَاقِعِ
- غَدا فارِسَ الفُرْسانِ تَحتَ لِوَائِهِ،
- طِوَالَ الهوَادِي مُقْرَباتِ النّزَائِعِ
- جَمَعتَ العُلى وَالجودَ وَالحلمَ تَقتدي
- بقَتْلِ أبِيكَ الجُوعَ عَن كُلِّ جائعِ
- وَأنتَ الجَوادُ ابنُ الجَوَادِ وَسَيّدٌ
- لسادَةِ صِدْقٍ وَالكُهولِ الأصَالِعِ
- وَأنْتَ امرُؤٌ إنْ تُسْألِ الخَيرَ تُعطِه
- جَزِيلاً، وَإنْ تَشفَعْ تكنْ خيرَ شافعِ
المزيد...
العصور الأدبيه