الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> أما قريش أبا حفص فقد رزئت >>
قصائدالفرزدق
أما قريش أبا حفص فقد رزئت
الفرزدق
- أمّا قُرَيشٌ أبَا حَفصٍ فَقدْ رُزِئَتْ
- بالشامِ إذ فارَقَتكَ البأسَ وَالمَطَرَا
- إنّ الأرَامِلَ وَالأيتامَ إذْ هَلَكُوا،
- وَالخَيلَ إذْ هُزِمتْ تَبكي على عُمرَا
- ما مات مثلُ أبي حَفْصٍ لمَلْحَمَةٍ،
- وَلا لطالِبِ مَعرُوفٍ إذا افتَقَرَا
- كَمْ منْ فَوَارِسَ قَد نادوا إذا لحقوا
- بالخيلِ باسمِكَ حتى يُطعَموا الظَّفرَا
- لَقَدْ رُزِئْتُمْ بَني تَيْمٍ وَغَيْرُكُمُ
- عَلى بَوائِبِها الخَيْرَينِ مِنْ مُضَرَا
- وَالأكْرَمَيْنِ إذا عُدّتْ فُروُعُهما،
- والأنْعَشَيْنِ إذا مَوْلاهُمَا عَثَرَا
- فابْكي هُبِلْتِ أبا حَفْص وَصَاحبَهُ
- أبَا مُعَاذ، إذا شُؤبُوبُها اسْتَعَرَا
- حَرْبٌ إذا لَقِحَتْ كانَ التّمامُ لهَا
- مِنهُ، إذا نُتِجَتْهُ، الأبْلَقَ الذّكرَا
- كَمْ من جَبانٍ لَدى الهَيجا دَنَوْتَ به
- إلى القِتَالِ، ولَوْلا أنتَ مَا صَبَرَا
- مِنْهُنّ أيّامُ صِدْقٍ قَدْ بُليتَ بهَا،
- أيّامُ فارِسَ وَالأيّامُ مِنْ هَجَرَا
- يَا أيّها النّاسُ لا تَبكوا على أحَدٍ
- بَعْدَ الّذي بضُمَير وَافَقَ القَدَرَا
- كَانَتْ يَداهُ يَداً، سَيْفاً يُعَاذُ بهِ
- مِنَ العَدوّ وَغَيْثاً يُنبِتُ الشّجَرَا
- تَستَخِبرُ الخَيْلَ في الهَيجا إذا لحِقتْ
- وَالمُعتَرُونَ قُدورَ النّاسِ وَالحَجَرَا
- مَن يَقتلُ الجوعَ بعد ابنِ الشهيدِ وَمن
- بالسّيفِ يَقتلُ كبشَ القوْم إذا عكرَا
- إنّ النّوائِحَ لا يَعْدُونَ في عُمَرٍ
- ما كانَ فيهِ ولا المَوْلى إذا افتَخَرَا
- إذا عَدَدْنَ فَعَالاً أوْ لَهُ حَسَباً،
- أوْ يَوْمَ هَيجَاءَ يُعشِي بأسُهُ البصرَا
- القائِلَ الفاعِلَ الحامي حقيقَتُه،
- وَالوَاهِبَ المائَةَ المِعَكَاءَ وَالغُرَرَا
- لا يُلْقِيَنْ بيَدَيْهِ الدّهَر ذو حَسَبٍ
- يَرْجُو الفِداءَ إذا ما رُمحُهُ انكَسَرَا
المزيد...
العصور الأدبيه