قصائدالفرزدق



ألم يك جهلا بعد سبعين حجة
الفرزدق



  • ألمْ يَكُ جَهْلاً بَعْدَ سَبْعِينَ حِجّةً

  • تَذَكُّرُ أُمّ الفَضْلِ وَالرّأسُ أشيَبُ

  • وَقيلُكَ: هَلْ مَعرْوفُها رَاجِعٌ لَنَا،

  • وَلَيسَ لشيءٍ قَد تَفاوَتَ مَطْلَبُ

  • على حِينَ وَلّى الدّهْرُ إلاّ أقَلّهُ،

  • وكادَتْ بَقايا آخِرِ العَيشِ تَذهَبُ

  • فإنْ تُؤذِنينا بِالفِرَاقِ، فَلَسْتُمُ

  • بِأوّلِ مَنْ يَنْسَى، وَمَنْ يَتَجَنّبُ

  • ورُبّ حَبيبٍ قَدْ تَناسَيْتُ فَقْدَهُ،

  • يَكَادُ فُؤادي إثْرَهُ يَتَلَهّبُ

  • أخي ثِقَةٍ في كلّ أمْرٍ يَنُوبُني،

  • وَعِنْدَ جَسِيمِ الأمْرِ لا يَتَغَيّبُ

  • قَرَعْتُ ظنابيبي على الصّبْرِ بعْدَهُ،

  • فقدْ جَعلتْ عنهُ الجَنائبُ تُصْحِبُ

  • دعاني سَيّارٌ وَقَدْ أشْرَفَتْ بِهِ

  • مَهالِكُ يُلْفَى دُونَهَا يَتَذَبْذَبُ

  • فَقُلتُ لَهُ: إِنِّن أخُوكَ الَّذِي بِهِ

  • تَنُوءُ إذا عَمَّ الدّعَاءَ المُثَوِّبُ

  • فإنْ تَكُ مَظْلُوماً، فإنّ شِفَاءهُ

  • بِوَرْدٍ، وبَعْضُ الأمْرِ للأمْرِ مُجلبُ

  • هُوَ الحَكمُ الرّاعي وَأنْتَ رَعِيّةٌ،

  • وكلُّ قضَاءٍ سَوْفَ يُحصَى وَيُكتَبُ

  • وأنْتَ وَليُّ الحَقّ تَقْضي بِفَصْلِهِ؛

  • وَأنْتَ وَليُّ العَفْوِ إذْ هُوَ مُذْنِبُ

  • يَزِينُ عُبَيْداً كُلُّ شَيءٍ بَنَيْتَهُ،

  • وَأنْتَ فَتَاهَا وَالصّرِيحُ المُهَذَّبُ

  • نَمَتْكَ قُرُومٌ مِنْ حَنيفَةَ جِلّةٌ،

  • إلى عيصها الأعلى الذي لا يُشَذَّبُ

  • وَجُرْثُومَةُ العِزّ التي لا يَرْومُهَا

  • عَدُوٌّ، وَلا يَسْطِيعُهَا المُتَوثِّبُ

  • وَمَا قَايَسَتْ حَيّاً حَنِيفَةُ سُوقَةً،

  • وَلَوْ جَهِدوا، إلاّ حَنيفَةُ أطْيَبُ

  • وكانَتْ إذا خافَتْ تَضَايُق مُقْدَمٍ،

  • تَمُدّ بأيديها السّيُوفَ فَتَضْرِبُ

  • إذا مَنَعُوا لمْ يُرْج شيءٌ وَرَاءهُمْ،

  • وَإنْ لَقِحتْ حرْبٌ يجيئوا فَيرْكبوا

  • إلَيْهِمْ رَأتْ ذاكُمْ مَعَدٌّ وَغَيرُهَا

  • يُحِلّ اليَتَامَى وَالصّعِيبُ المُعَصَّبُ

  • تَحُلّ بُيُوتُ المُعْتَفِينَ إلَيْهِمُ،

  • إذا كانَ عامٌ خادعُ النَّوْء مُجْدِبُ

  • وَقعْتُمْ بصُفْرِيّ الخَضَارِمِ وَقْعَةً،

  • فَجَلّلْتُمُوها عارَها لَيسَ يَذهَبُ

  • وَلَمّا رَأوْا بِالأبْرَقَيْنِ كَتِيبَةً

  • مُلَملَمةً تَحمي الذّمارَ وَتَغضَبُ

  • دَعَا كُلُّ مَنحوبٍ حَنيفةَ فالتَقَتْ

  • عَجاجَةُ مَوْتٍ وَالدّماءُ تَصَبّبُ

  • وَجَاؤوا بِوِرْدٍ مِنْ حَنيفَةَ صَادِقٍ

  • تُطاعِنُ عَنْ أحسابِها وَتُذَبِّبُ

  • مَصَاليتُ نَزّالُونَ في حَوْمَةِ الوَغَى،

  • تَخُوضُ المَنايا والرّمَاحُ تُخَضَّبُ

  • ورائمةٍ وَلّهْتُمُوها، وَفَاقِدٍ

  • تَرَكْتُمْ لهَا شَجواً تُرِنّ وَتَنحَبُ

  • وَقدْ عَصَبَتْ أهل الشّوَاجنِ خيلُهم؛

  • وَقَدْ سَارَ مِنهَا بِالمَجازَةِ مِقْنَبُ

  • إذا ورَدُوا المَاءَ الرَّوَاءَ تَظَامَأتْ

  • أوَائِلُهُمْ أوْ يَحْفِرُوا ثُمّ يشربَوا

  • تَفارَطُ هَمْدَانَ الجِبَالَ وَغافِقاً،

  • وَزُهدَ بَني نَهدٍ فتُسمى وَتَحرُبُ

  • تَوَثَّبُ بالفُرْسَانِ خُوصاً كَأنّهَا

  • سَعَالٍ طَوَاهَا غَزْوُهم فهيَ شُزَّبُ

  • وَهُمْ من بَعيدٍ في الحُرُوبِ تَناوَلُوا

  • عِياذاً وعَبَدَ الله وَالخَيْلُ تُجذَبُ

  • بذي الغافِ من وَادي عُمانَ فأصْبحتْ

  • دِماؤهُمُ يُجْرَى بها حيثُ تَشخَبُ

  • أذاقُوهُمُ طَعْمَ المَنَايَا، فَعَجَّلوا،

  • وَمن يَلقَهم في عَرْصة الموْتِ يُشجُبوا

  • شَفَوْا مِنهما ما في النفوسِ وَشَذّبُوا

  • بِوَقْعِ العَوَالي كُلَّ مَنْ يَتَكَتّبُ

  • وَأضْحَى سَعيدٌ في الحَديدِ مُكَبَّلاً،

  • يُعَاني، وَأحْيَاناً يُقَادُ فَيَصْحبُ

  • رَأى قَوْمَهُ إذْ كانَ غَدْواً جِلادُهمْ

  • مَعَ الصّبحِ حتى كادتِ الشمسُ تغرُبُ

  • فَما أُعطيَ المَاعُونُ حتى تَحاسَرَتْ

  • عَليهِمْ جُموعٌ من حَنيفَةَ لُجَّبُ

  • وَحَتى عَلَوْهُمْ بِالسّيُوفِ كَأنّهَا

  • مَصَابِيحُ تَعْلُو مَرّةً وَتَصَبَّبُ

  • فَلَمْ يُرَ يَوْمٌ كَانَ أكْثَرَ عَوْلَةً،

  • وَأيْتَم للوِلْدانِ مِنْ يَوْمِ عُوتِبُوا

  • وَمَنْ يَصْطَلي في الحَرْبِ ناراً تحُشّها

  • حَنيفَةُ يَشقى في الحرُوبِ وَيُغْلَبُ

  • وَمَا زَالَ دَرْءٌ مِنْ حَنِيفَةَ يُتّقَى؛

  • ومَا زَالَ قَرْمٌ من حَنيفَةَ مُصْعَبُ

  • لَهُ بَسْطَةٌ لا يَملِكُ النّاسُ رَدَّها،

  • يَدينُ لَهُ أهْلُ البلادِ وَيُحْجَبُوا

  • تَرَى للوُفُودِ عَسْكَراً عِنْدَ بَابِهِ،

  • إذا غابَ مِنهُمْ مَوْكِبٌ جاء موكِبُ



أعمال أخرى الفرزدق



المزيد...

العصور الأدبيه

واجهه المكتبه تفتح على شكل كتاب!

واجهه المكتبه تفتح على شكل كتاب!



تجنب هذه الأخطاء عند شراء شقتك