قصائدالفرزدق



ألم خيال من علية بعدما
الفرزدق



  • ألَمّ خَيَالٌ مِنْ عُلَيّةَ، بعْدَمَا

  • رَجا ليَ أهْلي البُرْءَ من داءِ دانِفِ

  • وَكُنتُ كَذي ساقٍ تَهيّضَ كَسْرُها

  • إذا انْقَطَعَتْ عَنها سيُورُ السّقائِفِ

  • فأصْبَحَ لا يَحْتالُ، بَعْدَ قِيامَهِ،

  • لمُنهاض كَسْرٍ مِنْ عُلَيّةَ، رَادِفِ

  • وَلَوْ وصَفَ الناسُ الحسانَ لأضْعَفَتْ

  • عَلَيهنّ أضْعافاً لَدَى كُلّ وَاصِفِ

  • لأنّ لها نِصْفَ المَلاحَةِ قِسْمَةً،

  • مَعَ الفَتْرَةِ الحَسْناءِ عِندَ التّهانُفِ

  • ذَكَرْتُكِ، يا أُمّ العَلاءِ، وَدُونَنا

  • مَصَارِيعُ أبْوابِ السّجُونِ الصّوَارِفِ

  • قَد اعتَرَفَتْ نفْسٌ، عُلَيّةُ داؤها،

  • بطُولِ ضَنىً مِنها، إذا لَمْ تُساعِفِ

  • فإنْ يُطْلِقِ الرّحمَنُ قَيْدي فألقَها

  • نُحَلِّلْ نُذُوراً بالشّفاهِ الرّواشِفِ

  • وإلاّ تُبَلِّغْها القِلاصُ، فَإنّهَا

  • سَتُبْلِغُها عَنّي بُطُونُ الصّحائِفِ

  • وَلَو أسْقَبَتْ أُمُّ العَلاءِ بِدارِها،

  • إذاً لَتلَقّتْني لها غَيْرَ عائِفِ

  • وَكَمْ قَطّعَتْ أُمُّ العَلاء من القُوَى

  • وَمَوْصُولِ حَبْلٍ بالعُيونِ الضّعائِفِ

  • أبَى القَلْبُ إلاّ أنْ يُسَلّى بحَاجَةٍ

  • أتَى ذِكْرُها بَينَ الحَشا وَالشّوَاغِفِ

  • وَمُنْتَحِرٍ بِالبيدِ يَصْدَعُ بَيْنَهَا

  • عَنِ القُورِ أنْ مَرّتْ بها مُتَجانِفِ

  • وَرُودٍ لأعْدادِ المِياهِ، إذا انْتَحَى

  • عَلَيْهِ الرّزَايا من حَسِيرٍ وَزَاحِفِ

  • تَصِيحُ بِه الأصْداءُ يُخْشَى به الرّدى،

  • فَسِيحٌ لأذْيالِ الرّياحِ العَوَاصِفِ

  • إلَيْكَ، أمِيرَ المُؤمِنينَ، تَعَسّفَتْ

  • بنا الصُّهبُ أجَوَازَ الفَلاةِ التّنائِفِ

  • إذا صَوّتَ الحادي بهِنّ تَقَاذَفَتْ

  • تَسامَى بِأعْناقٍ، وَأيْدٍ خَوَانِفِ

  • سَفِينَةُ بَرٍّ مُسْتَعَدٌّ نَجَاؤهَا،

  • لتَوْجابِ رَوعاتِ القُلوبِ الرّوَاجِفِ

  • عُذافِرَةٌ، حَرْفٌ، تَئِطّ نُسُوعُها،

  • من الذّامِلاتِ الليلَ ذاتِ العَجارِفِ

  • كأنّ نَديفَ القُطنِ أُلبِسَ خَطمها،

  • به نَدفُ أوْتارِ القِسِيّ النّوَادِفِ

  • دَعَوْتُ أمِينَ الله في الأرْضِ دَعَوةً

  • ليَفرِجَ عَن ساقَيّ، خَيرُ الخَلائِفِ

  • فيا خَير أهلِ الأرْض! إنّكَ لوْ تَرَى

  • بِساقَيّ آثَارَ القُيُودِ النّوَاسِفِ

  • إذاً لَرَجَوْتُ العَفْوَ مِنْكَ وَرَحْمَةً

  • وَعَدْلَ إمَامٍ بِالرّعِيّةِ رَائِفِ

  • هِشامَ ابن خَيرِ النّاسِ، إلاّ محَمّداً

  • وَأصْحابَهُ، إنّي لَكُمْ لمْ أُقارِفِ

  • مِنَ الغِشّ شَيئاً، والذي نَحَرَتْ لَهُ

  • قُرَيْشٌ هَدايا كلّ وَرْقاءَ شَارِفِ

  • ألَمْ يَكْفِني مَرْوَانُ لَمّا أتَيْتُهُ

  • نِفاراً وَرَدّ النّفسَ بَينَ الشّرَاسِفِ

  • وَيَمْنَعُ جَاراً إنْ أنَاخَ فِنَاءَهُ،

  • لَهُ مُستَقىً عندَ ابنِ مَرْوَانَ غارِفِ

  • إلى آلِ مَرْوَان انتَهَتْ كلُّ عِزّةٍ،

  • وَكلُّ حصىً ذي حَوْمَةٍ للخَنادِفِ

  • هُمُ الأكْرَمُونَ الأكْثَرُونَ وَلم يزَل

  • لهمْ مُنكِرُ النّكْرَاءِ للحَقّ عارِفِ

  • أبُوكُمْ أبُو العاصِي الذي كانَ جارُهُ

  • أعَزَّ منَ العصْماءِ فَوْقَ النّفانِفِ

  • وَلَستُ بناسٍ فَضْلَ مَرْوَان ما دَعَتْ

  • حَمامَةُ أيْكٍ في الحَمامِ الهَواتِفِ

  • وَكَانَ لِمَنْ رَدّ الحَياةَ، وَنفْسُهُ

  • عَلَيها، بَوَاكٍ بالعُيُونِ الذّوَارِفِ

  • وَما أحَدٌ مُعطىً عَطاءً كَنَفْسِهِ،

  • إذا نَشِبَتْ مكْظُومَةٌ بالحَوَائِفِ

  • حُتُوفُ المَنَايا قَدْ أطَفْنَ بنَفْسِهِ،

  • وَأشْلاءِ مَحبوسٍ على المَوْتِ وَاقِفِ

  • وَما زَالَ فيكُمْ آل مَرْوَان مُنعِمٌ

  • عَليّ بِنُعْمَى بادىءٍ ثُمّ عاطِفِ

  • فإنْ أكُ مَحْبُوساً بِغَيرِ جَرِيرَةٍ،

  • فَقَدْ أخذُوني آمِناً غَيرَ خَائِفِ

  • وَما سَجَنُوني غَير أني ابنُ غالِبٍ،

  • وَأني مِنَ الأثْرَين غَيرِ الزّعانِفِ

  • وأني الّذي كانَتْ تَعُدّ لثَغْرِهَا

  • تَميمٌ لأبْياتِ العدُوّ المقاذِفِ

  • وَكَمْ من عَدُوٍّ دونَهمْ قد فَرَستُهُ

  • إلى المَوْت لمْ يَسطَعْ إلى السّمّ رَائِفِ

  • وَكُنْتُ مَتى تَعْلَقْ حِبالي قَرِينَةً،

  • إذا عَلِقَتْ أقْرَانَهَا بِالسّوَالِفِ

  • مَدَدْتَ عَلابيَّ القَرِينِ وَزِدْتَهُ

  • عَلى المَدّ جَذْباً للقَرِينِ المُخالِفِ

  • وإنّي لأعْداءِ الخَنادِفِ مِدْرَهٌ

  • بِذَحْلٍ غَنيٍّ، بالنّوَائِبِ كالِفِ

  • لجَامُ شَجىً بَينَ الَّلهاتَينِ مَنْ يَقَعْ

  • لَهُ في فَمٍ يَرْكَبْ سَبيلَ المَتالِفِ

  • وَإنْ غِبْتُ كانُوا بَينَ رَاوٍ وَمُحْتَبٍ،

  • وبَينَ مُعِيبٍ، قَلْبُهُ بالشّنائِفِ

  • وبَالأمسِ ما قد حاذرُوا وَقْعَ صَوْلَتي

  • فصَيّفَ عَنْها كُلُّ بَاغٍ وَقاذِفِ

  • وَقَدْ عَلِم المَقْرُونُ بي أنّ رَأسَهُ

  • سيَذهَبُ أوْ يُرْمَى بهِ في النّفانِفِ

  • أرى شُعَرَاءَ الناسِ غَيرِي كَأنّهُمْ

  • بِمَكّةَ قُطَّانُ الحَمامِ الأوَالِفِ

  • عَجِبْتُ لقَوْمٍ إنْ رَأوْني تَعذّرُوا،

  • وإنْ غِبْتُ كانوا بَينَ رَاوٍ وَجانِفِ

  • عَليّ، وَقَدْ كانُوا يَخافُونَ صَوْلَتي،

  • وَيَرْقَأ بي فَيْضُ العُيونِ الذّوَارِفِ

  • وَأفْقَأ صادَ النّاظِرَينِ، وَتَلْتَقي

  • إليّ هجَانُ المصَنات الطّرائِفِ

  • وَلَوْ كُنتُ أخشَى خالِداً أنْ يَرُوعَني

  • لَطِرْتُ بِوافٍ رِيشُهُ غَيرَ جادِفِ

  • كما طِرْتُ مِنْ مِصْرَيْ زِيادٍ، وَإنّهُ

  • لَتَصْرِفُ لي أنْيَابُهُ بِالمَتَالِفِ

  • وَما كُنتُ أخشى أنْ أُرى في مَخَيَّس

  • قَصِيرَ الخُطى أمشِي كَمَشْي الرّواسِفِ

  • أبيتُ تَطُوفُ الزُّطُّ حَوْلي بجُلْجُلٍ،

  • عَليّ رَقِيبٌ مِنْهُمُ كالمُحالِفِ



أعمال أخرى الفرزدق



المزيد...

العصور الأدبيه

واجهه المكتبه تفتح على شكل كتاب!

واجهه المكتبه تفتح على شكل كتاب!



تجنب هذه الأخطاء عند شراء شقتك