الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> أقول لحرف قد تخون نيها >>
قصائدالفرزدق
أقول لحرف قد تخون نيها
الفرزدق
- أقُولُ لحَرْفٍ قَدْ تَخَوّنَ نيَّهَا
- دُؤوبُ السّرَى إدْلاجُهُ وَأصَائِلُهْ
- عَلَيْكَ بِقَصْدٍ للمَدِينَةِ، إنّهَا
- بهامَلِكٌ قَدْ أتْرَعَ الأرْضَ نائِلُهْ
- نَمَتْهُ فُرُوعُ الزِّبْرِقانِ، وَقَدْ نمَى
- بِهِ مِنْ قُرَيشِ الأبْطَحَينِ أوَائِلُهْ
- لَهُ أبْطَحاها الأعظَمانِ، إذا التَقَتْ
- قُرَيشٌ، وَكانَ المَجدُ أعلاهُ كاهلُهْ
- أقُولُ لأزْوَالٍ أبُوهُمْ مُجاشِعٌ،
- بَني كُلّ مَشْبُوبٍ طَويلٍ حمائلُهْ
- إلى خالِدٍ سِيرُوا، فإنْ تَنْزِلُوا بِهِ
- جَميعاً وَقدْ ضُمّتْ إلَيْهِ ذَلاذِلُهْ
- تكُونُوا كَمنْ لاقَى الفُرَاتَ إذا التَقى
- عَلَيْهِ أعالي مَوْجِهِ وَأسَافِلُهْ
- وَكَائِنْ دَعَوْنَا الله حَتى أجَابَنَا
- بأبْيضَ عاَصِيٍّ تَفِيضُ أنَامِلُهْ
- نَمَتْهُ بطاحِيّو قُرَيْشٍ كَأنّهُ
- حُسامٌ جَلا الأطْبَاعَ عَنْه صيَاقِلُهْ
- نَمتْهُ النّوَاصي من قُرَيْشٍ وَقد نمى
- بهِ مِنْ تَميمٍ رَأسُ عِزٍّ وَكَاهِلْهْ
- أتَانَا رَقِيبُ المُسْتَغِيثِينَ رَبُّنَا،
- تَفِيضُ عَلَينا كلَّ يَوْمٍ فَوَاضِلُهْ
- كَأنّ الفُرَاتَ الجَوْنَ أصْبَحَ دارِئاً
- عَلَيْنَا، إذا ما هَزْهَزَتْهُ شَمايلُهْ
- أتَى خالِدٌ أرْضاً وَكانَتْ فَقِيرَةً
- إلى خَالِدٍ لَمّا أتَتْهَا رَوَاحِلُهْ
- فَلَمّا أتَاهَا أشْرَقَتْ أرْضُهًّ لَهُ،
- وَأدْرَكَ مَنْ خافَ المُلحَّاتِ نائِلُهْ
- فإنّ لَهُ كَفّينِ في رَاحَتَيْهِما
- رَبِيعُ اليَتَامَى وَالمَساكِينِ وَابِلُهْ
- إذا بَلَغَتْ بي خالِداً، وَهيَ لمْ تقُمْ،
- فَبَلّ يَدَيْها من دَمِ الجَوْفِ سائِلُهْ
- وَكَائِنْ عَلَيها من رَدِيفٍ وَحَاجَةٍ،
- وَمَجْدٍ إلى مَجْدٍ رَوَاسٍ أثاقِلُهْ
- إلَيْكَ طَوَى الأنْساعَ حَوْل رِحالِها
- هَوَاجِرُ أيّامٍ بِلَيْلٍ تُوَاصِلُهْ
- نَمَتْهُ قُرَيْشٌ أكْرَمُوها وَدارِمٌ،
- وَسَعْدٌ إلى المَجْدِ الكَرِيمِ قَبايِلُهْ
المزيد...
العصور الأدبيه