الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الفرزدق >> أحل هريم يوم بابل بالقنا >>
قصائدالفرزدق
أحل هريم يوم بابل بالقنا
الفرزدق
- أحَلّ هُرَيْمٌ يَوْمَ بَابِلَ بِالقَنَا
- نُذُورَ نِسَاءٍ مِنْ تَميمٍ فَحَلّتِ
- فَأصْبَحْنَ لا يَشْرِينَ نَفْسَاً بِنْفْسِه
- مِنَ النّاسِ، إنْ عَنْهُ المَنيّةُ زَلّتِ
- يَكُونُ أمَامَ الخَيْلِ أوّلَ طاعِنٍ،
- وَيَضْرِبُ أُخْرَاهَا، إذا هيَ وَلّتِ
- عَشِيّةَ لا يَدْرِي يَزيِدُ أيَنْتَحي
- على السّيفِ أمْ يُعطي يداً حينَ شَلّتِ؟
- وَأصْبَحَ كالشقْرَاءِ تُنحَرُ، إن مَضَتْ،
- وَتُضرَبُ سَاقَاها، إذا مَا تَوَلّتِ
- لَعَمْرِي! لَقَدْ جَلّى هُرَيمٌ بسَيْفِهِ
- وُجُوهاً عَلَتْها غُبْرَةٌ فَتَجَلّتِ
- وَقَائِلَةٍ: كَيْفَ القِتَالُ، وَلَوْ رَأتْ
- هُرَيْماً لَدَارَتْ عَيْنُها وَاسمَدَرّتِ
- وَمَا كَرّ إلاّ كانَ أوّلَ طَاعِنٍ،
- وَلا عَايَنَتْهُ الخَيْلُ إلاّ اشمأزّتِ
- أتَاكَ ابنُ مَرْوَانٍ يَقُودُ جُنُودَهُ،
- ثَمَانِينَ ألْفاً، خَيْلُها قَد أظَلّتِ
- فَلَمْ يُغْنِ ما خَندَقْتَ حَوْلكَ نقرَةً
- منَ البِيضِ من أغمادِها حينَ سُلّتِ
- كأنّ رُؤوس الأزْدِ خُطْبَانُ حَنظلٍ
- تَخِرّ عَلى أكْتافِهِمْ حِينَ وَلّتِ
- أتَتْكَ جُنُودُ الشّام تَخفِقُ فَوْقَها
- لِهَا خِرَقٌ كالطّيْرِ حِينَ اسْتقَلّتِ
- تُخَبّرُكَ الكُهّانُ أنّكَ نَاقِضٌ
- دِمشق التي كانَتْ إذا الحرْبُ حَرّتِ
- صُخورُ الشظا من فرْع ذي الشَّرْي فانتمتْ
- فطالَتْ على رَغْمِ العِدى فاشمَخرّتِ
- ألَمْ يَكُ للبَرْشاءِ هادٍ يُقِيمُهَا
- على الحَقّ إذ كانتْ بها الأزْدُ ضَلّتِ
- أتَابِعَةُ الأوْثَانِ بَكْرُ بنُ وَائِلٍ،
- وَقَد أسلَمَتْ تِسعِينَ عاماً وَصَلّتِ؟
المزيد...
العصور الأدبيه