الأدب العربى >> الشعر >> العصر الاسلامي >> الأحوص >> أفي كلِّ يومٍ حبَّة ُ القلب تقرعُ >>
قصائدالأحوص
أفي كلِّ يومٍ حبَّة ُ القلب تقرعُ
الأحوص
- أفي كلِّ يومٍ حبَّة ُ القلب تقرعُ
- وَعَيْنِي لِبَيْنٍ مِنْ ذَوِي الوُدِّ تَدْمَعُ
- أَبِالجَدِّ أَنِّي مُبْتَلى ً كُلَّ سَاعَة ٍ
- بِهَمٍّ لَهُ لَوْعَاتُ حُزْنٍ تَطَلَّعُ
- إذا ذهبتْ عنِّي غواشٍ لعبرة ٍ
- أظلُّ الأخرى بعدها أتوقَّعُ
- فلا النَّفسُ منْ تهمامها مستريحة ٌ
- ولا بالَّذي يأتي منَ الدَّهرِ تقنعُ
- وَلاَ أَنَا بِالَّلائِي نَسَبْتُ مُرَزَّؤٌ
- ولا بذوي خلصِ الصَّفا متمِّعُ
- وَأُولِعَ بِي صَرْفُ الزَّمَانِ وَعَطْفُهُ
- لتقطيعِ وصلِ خلَّة ٍ حينَ تقطعُ
- وَهَاجَ لِيَ الشَّوْقَ القَدِيمَ حَمَامَة ٌ
- عَلَى الأَيْكِ بَيْنَ القَرْيَتَينِ تَفَجَّعُ
- مُطَوَّقَة ٌ تَدْعُو هَدِيلاً، وَتَحْتَهَا
- لهُ فننٌ ذو نضرة ٍ يتزعزعُ
- وَمَا شَجْوُهَا كَالشَّجْوِ مِنِّي وَلا الَّذِي
- إذا جزعتْ مثلَ الَّذي منهُ أجزعُ
- فقلتُ لها لوْ كنتِ صادقة َ الهوى
- صنعتِ كما أصبحتُ للشَّوقِ أصنعُ
- ولكنْ كتمتِ الوجدَ إلاَّ ترنُّماً
- أَطَاعَ لَهُ مِنِّي فُؤَادٌ مُرَوَّعُ
- وما يستوي باكٍ لشجوٍ وطائرٌ
- سِوَى أَنَّهُ يَدْعُو بِصَوْتٍ وَتَسْجَعُ
- فَلاَ أَنَا مِمَّا قَدْ بَدَا مِنْكِ فَکعْلَمِي
- أصبُّ، بعيداً منكِ، قلباً وأوجعُ
- ولوْ أنَّ ما أعنى بهِ كانَ في الَّذي
- يُؤَمَّلُ مِنْ مَعْرُوفِهِ اليَوْمَ مَطْمَعُ
- ولكنَّني وكِّلتُ منْ كلِّ باخلٍ
- عليَّ بما أعنى بهِ وأمنعُ
- وفي البخلِ عارٌ فاضحٌ ونقيصة ٌ
- عَلَى أَهْلِهِ، وَالجُودُ أبْقَى وَأَوْسَعُ
- أَجِدَّكَ لاَ تنْسَى سُعَادَ وَذِكْرَهَا
- فيرقأُ دمعُ العينِ منكَ فتهجعُ
- طربتَ فما يفكُّ يحزنكُ الهوى
- مُوَدِّعُ بَيْنٍ رَاحِلٌ، ومُوَدَّعُ
- أَبَى قَلْبُهَا إِلاَّ بِعَاداً وَقَسْوَة ً
- ومالَ إليها ودُّ قلبكَ أجمعُ
- فلا هيَ بالمعوفِ منكَ سخيَّة ٌ
- فتبرمُ حبلَ الوصلِ أوْ تتبرعُ
- أَفِقْ أَيُّهَا المَرْءُ الَّذي بِهُمُومِهِ
- إلَى الظَّاعِنِ النَّائِي المَحَلَّة ِ يَنْزِعُ
- فَمَا كُلُّ مَا أَمَّلْتَهُ أَنْتَ مُدْرِكٌ
- وَلاَ كُلُّ مَا حَاذَرْتَهُ عَنْكَ يُدْفَعُ
- ولا كلُّ ذي حرصٍ يزادُ بحرصهِ
- ولا كلُّ راجٍ نفعهُ المرءُ ينفعُ
- وَكَمْ سَائِلٍ أُمْنيَّة ً لَوْ يَنَالُهَا
- لَظَلَّ بِسُوءِ القَوْل في القَوْمِ يَقْنَعُ
- وَذِي صَمَمٍ عِنْدَ العِتَابِ، وَسَمْعُهُ
- لِمَا شَاءَ مِنْ أَمْرِ السَّفَاهة ِ يَسْمَعُ
- وَمِنْ نَاطِقٍ يُبْدِي التّكَلُّمُ عِيَّهُ
- وَقَدْ كَانَ فِي الإِنْصَاتِ عَنْ ذَاكَ مَرْبَعُ
- ومنْ ساكتٍ حلماً على غيرِ ريبة ٍ
- وَلاَ سَوْأَة ٍ مِنْ خَزْيَة ٍ يَتَقَنَّعُ
المزيد...
العصور الأدبيه