الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> لسان الدين الخطيب >> هل كنت تعلم في هبوب الريح >>
قصائدلسان الدين الخطيب
- هل كنت تعلم في هبوب الريح
- نفسا يؤجج لاعج التبريح
- أهدتك من شيح الحجاز تحية
- غاضت بها غرض الفجاج الفيح
- بالله قل لي كيف نيران الهوى
- ما بين ريح بالفلاة وشيح
- وخضيبة المنقار تحسب أنها
- نهلت بمورد دمعي المسفوح
- فاحت بما تخفي وناحت في الدجى
- فرأيت في الآماق دعوة نوح
- نطقت بما يخفيه قلبي أدمعي
- ولطالما صمتت عن التصريح
- عجبا لأجفاني حملن شهادة
- عن خافت بين الضلوع جريح
- ولقبل ما كتبت رواة مدامعي
- في طرتيها حلية التجريح
- جاد الحمى بعدي وأجراع الحمى
- جود تكل به متون الريح
- هن المنازل ما فؤادي بعدها
- سال ولا وجدي بها بمريح
- حسبي ولوعا أن أزور بفكرتي
- زرواءها والجسم رهن نزوح
- فأبث فيها من حديث صبابتي
- وأحث فيها من جناح جنوحي
- ودجنة كادت تضل بني السرى
- لولا وميضا بارق وصفيح
- رعشت كواكب جوها فكأنها
- ورق تقلبها بنان شحيح
- صابرت منها لجة مهما ارتمت
- وطمت رميت عبابها بسبوح
- حتى إذا الكف الخضيب بأفقها
- مسحت بوجه للصباح صبيح
- شمت المنى وحمدت إدلاج السرى
- وزجرت للآمال كل سنيح
- فكأنما ليلى نسيب قصيدتي
- والصبح فيه تخلصي لمديح
- لما حططت لخير من وطيء الثرى
- بعنان كل مولد وصريح
- رحمى إله العرش بين عباده
- وأمينه الأرضى على ما يوحي
- والآية الكبرى التي أنوارها
- ضاءت أشعتها بصفحة يوح
- رب المقام الصدق والآي التي
- راقت بها ورقات كل صحيح
- كهف الأنام إذا تفاقم معضل
- مثلوا بساحة بابه المفتوح
- يردون منه على مثابة راحم
- جم الهبات عن الذنوب صفوح
- لهفي على عمر مضى أنضيته
- في ملعب للترهات فسيح
- يا زاجر الوجناء يعتسف الفلا
- والليل يعثر في فضول مسوح
- يصل السرى سبقا إلى خير الورى
- والركب بين موسد وطريح
- لي في حمى ذاك الضريح لبانة
- إن أصبحت لبنى أنا ابن ذريح
- وبمهبط الروح الأمين أمانة
- واليمن فيها والأمان لروحي
- يا صفوة الله المكين مكانه
- يا خير مؤتمن وخير نصيح
- أقرضت فيك الله صدق محبتي
- أيكون تجري فيك غير ربيح
- حاشا وكلا أن تخيب وسائلي
- أو أن أرى مسعاي غير نجيح
- إن عاق عنك قبيح ما كسبت يدي
- يوما فوجه العفو غير قبيح
- واخجلتا من حلبة الفكر التي
- أغريتها بغرامي المشروح
- قصرت خضاها بعدما ضمرتها
- من كل موفور الجمام جموح
- مدحتك آيات الكتاب فما عسى
- يثني على علياك نضم مديحي
- وإذا كتاب الله أثنى مفصحا
- كان القصور قصار كل فصيح
- صلى عليك الله ما هبت صبا
- فهفت بغصن للرياض مرووح
- واستأثر الرحمن جل جلاله
- عن خلقه بخفي سر الروح
المزيد...
العصور الأدبيه