الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> لسان الدين الخطيب >> قلدت من نصر الإله حساما >>
قصائدلسان الدين الخطيب
- قلدت من نصر الإله حساما
- حاط العباد ومهد الأياما
- فإذا تنبه حادث نبهته
- وتركت أجفان الأنام نياما
- وذعرت أسد الغاب في أجماتها
- لما هززت من القنا آجاما
- فإذا هممت بلغت أقصى غاية
- وإذا رأيت الرأي كان لزاما
- وإذا الجزيرة نال منها واقع
- جلل وهاج بها العدو ضراما
- أصليتها نار السيوف فأصبحت
- بردا على كبد الهدى وسلاما
- وقدمت في يوم الهياج بفتية
- لم تدر إلا البطش والإقداما
- متسربلين هجيرها فإذا دجى
- قطعوا الدجنة سجدا وقياما
- فلباس بأسك راع أفئدة العدا
- ووجود جودك أعدم الإعداما
- عجبا لراحتك الملثة بالندى
- ألا تكون على الغمام غماما
- تهمي ووجهك نوره متألق
- وللمزن إن سحب السحاب أغاما
- نظم الشتات ليوم بيعتك التي
- كانت لجمع المسلمين نظاما
- فتواصلوا حتى كأن قلوبهم
- عقد التواصل بينها أرحاما
- لله يوسف من إمام هداية
- ملك غدا للمتقين إماما
- ساس البلاد وراض من دهمائها
- إبلا صعابا لا تطيع خطاما
- إن أمه العافون ينتجعونه
- يلقاهم متهللا بساما
- أو حاول الأداب مبتدعا لها
- راض العقول وروض الأفهاما
- أبدت محبتك الملوك فإن من
- والاك والى الله والإسلاما
- وأتت هداياها إليك فأكدت
- بين القلوب مودة وذماما
- جردا تلاعب في الحلي ظلالها
- عفر الأديم تخالها أراما
- صبرا على حرب الفيافي والسرى
- لا تسأم الإسراج والإلجاما
- صعب الركائب والحمول حديثها
- حتى تجاوز للعراق الشاما
- لله قومك والرماح شواجر
- والبيض تلتهم الصلى والهاما
- عرب صميم من ذؤابة يعرب
- تأبى الدنية أو تموت كراما
- دخروك للإسلام ندبا أروعا
- سحب الندى ضخيم الهموم هماما
- وبنوا لك المجد المؤثل والعلا
- ففرعت منها ذروة وسناما
- كم من جموع للعدو عظيمة
- قد غادروها بالفلاة عظاما
- وكتيبة جعلوا الصفاح صحائفا
- فيها وخطي القنا أقلاما
- فترى النجوم مناصلا وأسنة
- والقطر نبلا والسماء قتاما
- والخيل لما ضاق رحب مجالها
- لم تستطع خلفا ولا قداما
- مالت فوائقها على أعرافها
- وهن سكرى ما عرفن مداما
- فتخالهم جزرا على صهواتها
- وتخالها من تحتهم أوضاما
- قولا لطاغية الفرنج وقد أبى
- إلا لجاجا قاد منه حماما
- قدك الأسل فهي التي عودتها
- من قبل سامت أنفك إلا رغاما
- الخيل جردا والرماح ذوابلا
- والبيض ذلقا والخميس لهاما
- نكث العهود وغره شيطانه
- ورأى الوفاء بما وفيت حراما
- وإذا تنكبت الوفاء سياسة
- فأضلت الآراء والأرحاما
- والغدر مرتعه وخيم وكلما
- لاذ امرؤ بحماه خاب وخاما
- قد أدهش الذعر المخيف قلوبهم
- ودهى العقول وزلزل الأقداما
- هموا وأفرط رعبهم فتوقفوا
- فعلام لا تنطى السيوف علاما
- أنت المؤمل لافتكاك بلادهم
- كم دليل من دون ذلك قاما
- لم لا وربك قد قضى لك بالعلا
- وبنصر ملكك أحكم الأحكاما
- فإذا زحفت بحزب ربك غالبا
- قادوا رعاعا نحوه وطغاما
- وإذا استعنت الله واستنجدته
- استنجدوا الصلبان والأصناما
- فافتح أعاليها المنيفات الذرى
- وانشر على شرفاتها الأعلاما
- واحسم بسيفك كل داء كامن
- فلذاك ما دعي الحسام حساما
- واهنأ بعيد عائد لك بالمنى
- وانعم بقاء في العلا ودواما
- وصل السعود بكل جد صاعد
- واستقبل الأعصار والأعواما
- ما دام ثغر الزهر تلمه الصبا
- فتحط عنه من الحكام لثاما
المزيد...
العصور الأدبيه