الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> لسان الدين الخطيب >> تذكرت عهدا للشباب الذي ولى >>
قصائدلسان الدين الخطيب
- تذكرت عهدا للشباب الذي ولى
- فصاب له تسكاب دمعي وانهلا
- وقلت وقد آنست بارقة الهوى
- عهود الصبا يا ما ألذ وما أحلا
- إذ العيش غض والشبيبة روضة
- أزاهرها تجنى وأنوارها تجلا
- عهود منى ألوى لجدتها المدى
- وقلص من إيناسها ذلك الظلا
- وما كان إلا كالخيال لنائم
- ألم ويا سرعان ما قوض الرحلا
- فلله من ضيف حميد مقامه
- لدينا فلو طال المقام لما ملا
- نوى ظعنا قبل الوداع مبادرا
- فجاد الحيا مثواه أن يتماحلا
- وخلفنا نأتي الرسوم فنشتكي
- إليها وهل تشفي الرسوم جوى كلا
- ومما شجاني أن مررت بمكتب
- فهيج وجدي للزمان الذي ولا
- وكم قدم قد أقدمت لغرامها
- وخط على تعذيب مهجته دلا
- بعيد عن الأبصار سام مكانه
- فلله ما أبهى ولله ما أعلا
- خميلة ذكر جادها واكف المنى
- فمن حكمة تروى ومن آية تتلا
- وقد حل فيه من مهى الإنس فتية
- أوانس لا يعرفن شيحا ولا رملا
- تراع من الوسمي إن كان ساقطا
- عليها وتستخفي النسيم إذا اعتلا
- وليس لديها للعذار توقع
- فترهب يوما عقربا منه أو صلا
- إذا ما بكى منهم لديغ لدرة
- وجادت بدر الدمع مقلته النجلا
- وسال بصفح الخد در دموعه
- رأيت شقيق الروض بالغيم قد طلا
- وما كان إلا أن وقفت فأسرعوا
- يريشون من أهداب أحداقهم نبلا
- وهبوا إلى أعطافهم ولحاظهم
- فكم صعدة هزت وكم صارم سلا
- رويدكم يا قوم إنا بنو الهدى
- آآل كتاب الله لا تنسوا الفضلا
- قصارى منانا أن نفوز بنظرة
- ونقنع من نيل الوصال بما قلا
- إلى الله أشكو ما ألاقي من الجوى
- وبعض الذي ألقاه من لاعج أجلا
- ويالك من نفس إذا برقت لها
- عهود الهوى قالت لوارده أهلا
- ومن نظرة دلت على جفني البكا
- ومن خطرة نادت إلى قلبي الخبلا
- أبا جعفر جاريت كل معلم
- ففت بنيه في طريقتك المثلا
- ويا حضرة أضحى أبو جعفر بها
- فكان لها أهلا وكانت له أهلا
- بقيت كناسا للظباء ومربعا
- جنابك لا يشكو عفاء ولا محلا
المزيد...
العصور الأدبيه