الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> لسان الدين الخطيب >> باتت نجوم الأفق دون علاكا >>
قصائدلسان الدين الخطيب
- باتت نجوم الأفق دون علاكا
- وتحلت الدنيا ببعض حلاكا
- والدين دين الله أنت عماده
- لولاك أصبح مائلا لولاكا
- أنسى زمانك كل عصر ذاهب
- حسنا وأكسى ذكرك الأملاكا
- فإذا هموا راموا لمجدك غاية
- كان القصور لديهم إدراكا
- ومحت مآثرك المآثر عندما
- نظمن في نحر العلا أسلاكا
- شرف يجر على المجرة ذيله
- بلغ السماء وزاحم الأفلاكا
- وندى كصوب الغيث إلا أنه
- لا يعرف الإمحال والإمساكا
- وخلائق كالروض زاوله الحيا
- غبا ودبجه الربيع وحاكا
- ورجاحة لو كان بعض وقارها
- بالريح كانت لا تحير حراكا
- إن راع من يوم الوغى عباسه
- في الحرب كان جبينك الضحاكا
- من للحيا بنوال كفك إن همى
- من للسوابق أن تجوز مداكا
- سيف وسيف ضمنا في راحة
- ضمنت حياة للورى وهلاكا
- لم تأل في حفظ الرعايا جاهدا
- ومراقبا فيها من استرعاكا
- إن عز مثواك الممنع طاهرا
- فصدورها وقلوبها مثواكا
- يحلو حديث العلا في أسماعها
- ويلذ في أفواهها ذكراكا
- ما روضة ضحكت ثغور أقاحها
- وحياها الحيا فتباكا
- حضر الولي وأحكمت ريح الصبا
- بين الغمام وبينها إملاكا
- بات تغنيها الحمام فتنثني
- طربا وتنسيها السحاب دراكا
- والريح تحسبها كصائد لجة
- يرمي على صفح الغدير شياكا
- بأتم من عرف امتداحك نفحة
- مهما ثنينا القول نحو ثناكا
- كم قاصد أنضى إليك مطيه
- متوسدا كورا لها ووراكا
- شهد العيان له بصدق سماعه
- فاستصغر الأخبار حين رآكا
- لا يغررن الروم في إملائها
- قدر جرى فالحرب هات وهاكا
- ولملكك العقبى وحسبك ناصرا
- إن الإله عدو من عاداكا
- لله يوسف من إمام هداية
- جلى بنور يقينه الأحلاكا
- تنميه من أبناء نصر سادة
- حاطوا العباد ودمروا الإشراكا
- فتراهم في يوم محتدم الوغى
- أسدا وفي خلواتهم نساكا
- كانوا ملائكة إذا جن الدجى
- وإذا الأسرة مهدت أملاكا
- أبناء نصر آل سعد ناصروا
- خير الورى طرا وما أدراكا
- مولاي خذها حلة موشية
- أهداكها حسناء عبد علاكا
- شردت معانيها وأصبحت ترعا
- عني فراوضها اللسان ولاكا
- وعلى أبياتها فحين دعوتها
- لمديحك انثالت علي وشاكا
- هذا وكم لي من وسيلة خدمة
- ما إن يضيع ذماؤها حاشاكا
- هنئت عيد الفطر أسعد قادم
- حث السرى شوقا إلى لقياكا
- والشهر ود بأن يطول مقامه
- كلفا بودك منه واستمساكا
- وفيت حق صيامه وقيامه
- بمقام صدق لم يقمه سواكا
- انعم بملك دائم لا ينقضي
- واخلد قواما للعلا وملاكا
- فلو أن دنيا خيرت ما تبتغي
- لم تأمل الدنيا سوى بغياكا
المزيد...
العصور الأدبيه