الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الجبار بن حمديس >> نَثَرَ الجوُّ على الأرضِ بَرَدْ >>
قصائدعبد الجبار بن حمديس
- نَثَرَ الجوُّ على الأرضِ بَرَدْ
- أي در لنحور لو جمد
- لؤلؤٌ أصدافه السحب التي
- أنجز البارق منها ما وعدْ
- منحتهُ عارياً من نكدٍ
- واكتساب الدُّرَّ بالغوص نكد
- ولقد كادَتْ تَعاطَى لَقْطَهُ
- رغبة ً فيه كريمات الخُردْ
- وتحلّي منه أجياداً إذا
- عَطِلتْ راقتكَ في حلي الغيدْ
- ذَوّبَتْهُ من سماءٍ أدْمُعٌ
- فوق أرضٍ تتلقاه بخد
- فَجَرَتْ منهُ سيولٌ حولَنَا
- كثعابين عجالٍ تطّرد
- وترى كلَّ غدِيرٍ مُتأقٍ
- سبحت فيه قوارير الزبد
- من يعاليلَ كبيضٍ وُضِعَتْ
- في اشتباك الماءِ من فوق زرد
- أرّق الأجفان رعدٌ صوتهُ
- كهديرِ القَرْمِ في الشّوْلِ حَفَد
- باتَ يجتابُ بأبكارِ الحيا
- بلدا يُرْوِيهِ مِنْ بَعْدِ بلَدْ
- فهو كالحادي روايا إن وَنَتْ
- في السرى صاح عليها وجلد
- وكأن البرق فيها حاذفٌ
- بضرام كلّما شبّ خمد
- تارة ً يخفو ويخفى تارة ً
- كحسامٍ كلَّما سُلّ غُمِدْ
- يَذْعَرُ الأبْصارُ محمرّا كما
- قلب الحملاق في الليل الأسد
- وعليلِ النبت ظمآن الثرى
- عرّج الرائد عنه فزهد
- خلع الخصب عليه حُللاً
- لبديع الرقمِ فيهنَّ جُدد
- وسَقاهُ الريَّ من وكّافَة ٍ
- فَتَحَ البرقُ بها اللّيلِ وسَدْ
- ذاتِ قطْرٍ داخلٍ جَوْفَ الثرى
- كحياة ِ الروح في موت الجسد
- فتثنَّى الغصنُ سكرا بالنَّدى
- وتغنّى ساجعُ الطير غرد
- وكأنَّ الصبحَ كَفٌّ حَلَلَتْ
- من ظلامِ اللّيلِ بالنورِ عُقَد
- وكأنّ الشمس تجري ذهبا
- طائراً في صيده من كل يد
المزيد...
العصور الأدبيه