الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الجبار بن حمديس >> أخذتُ برأيٍ في الصبا أنا تاركُهْ >>
قصائدعبد الجبار بن حمديس
- أخذتُ برأيٍ في الصبا أنا تاركُهْ
- فم ترني في مسلكٍ أنت سالكهْ
- وإن لم أُعاقرْكَ المدامَ فإنَّني
- حقنتُ دمَ الزِّقّ الذي أنت سافكه
- وإنَّ رزايا العُمْرِ مِنْهُنّ مركبي
- ثقالٌ، بأعطانِ المنايا مباركه
- دُفعتُ ولم أملكْ دفاعَ مُلمة ٍ
- إلى زمنٍ في كلّ حينٍ أعاركهْ
- وجيشٍ خطوب زاحمٍ كلّ ساعة ٍ
- فما أنْفُسُ الأحياءِ إلاَّ هوالِكُه
- كأنَّ البروقَ الخاطفاتِ بُرُوقُهُ
- وزهرُ النجوم اللائحات نيازكه
- فإن تنجُ نفسي من كلوم سلاحه
- فإنّ برأسي ما أثارتْ سنابكه
- مضى كلّ عصرٍ وهو حربٌ لأهلهِ
- وهل تصرعُ الآسادَ إلا معاركه
- برغمي، وما في الحبّ بالرغم لذة ٌ،
- أُحِبّ مشيبي والغواني فَوَارِكُه
- مُغَيّرُ حسني عن جميل رُوائِهِ
- وَمُوهِنُ جسمي بالليالي وناهكهْ
- رأتْني سُلَيْمى والقذالُ كأنَّما
- تَنَفّسَ فيه الصبحُ فابيضّ حالِكِه
- كما نظرتْ سلمى إلى رأس دعبلٍ
- وقد عَجِبَتْ والشيبُ يُبْكيه ضاحكه
- فتاة ٌ أرَى طرفي لطرفيَ حاسِدا
- يغايره في حسنها ويماحكه
- على وصلها سترٌ فمن لي بهتكه
- إذا ما مضى عني من العمر هاتكه
- شبابٌ له القِدْحُ المُعْلّى من الهوى
- وما شئتَ من رقّ الدّمى فهو مالكه
- كأني لم يُؤنسْ من السربِ وحشيّ
- مُشَنَّفُ أُذْنٍ فاترُ اللحظ فاتكه
- غزالٌ تراني ناصباً من تغزلي
- له شَرَكا في كلّ حالٍ يشاركه
- وصادٍ إلى ريّ الكؤوس غمرتهُ
- بعارضها والغيث درّتْ حواشكه
- وقلت: اغتبقْ من دنّها صرفَ قهوة ٍ
- إلى قَدَحِ الندمان تفضي سوالكه
- ويمنَعُها من أنْ تطيرَ لطافة ً
- حبابٌ عليها دائراتٌ شبائكه
- على زَهْرِ رَوْضٍ ناضرٍ تحسبُ الرّبَى
- ملوكاً على الأجسام منهم درانكه
- وبات لجينُ الماء بالقر جامدا
- لنا ونُضارُ البرق ذابتْ سبائكه
- أذلك خيرٌ أم تَعَسُّفُ سبسبٍ
- يُعْقّلُ أخفافَ النّجائِبِ عاتكه
- وإن جنّ ليلٌ أقبلتْ نحو سفرِهِ
- مجلَّجة ً أغوالهُ وصعالكه
- مهالكه بالفألِ تسمى مفاوزاً
- وما الفوز إلا أن تُخاضَ مهالكه
- بمعطٍ غداة َ السير ظهرَ حَنِيّة ٍ
- بنيتُ عليها الكورَ فانهدّ تامكه
- ألائمتي إن الجمّلَ جندلٌ
- صليبٌ وإني بالتجلّد لائكه
- أرى طرفاً لي من لسانك جارحاً
- فما بال جَدوَى لا تُدارِكُه
- تريدين مني جمع مالي وَمَنْعَهُ
- وهل لي بعد الموتِ ما أنا مالكه
- إذا أدركت خلاًّ من الدهر فاقة ٌ
- فما بال جدوى راحتي لا تُداركه
المزيد...
العصور الأدبيه