الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الجبار بن حمديس >> أبادَ حياتي الموتُ إن كنتُ ساليا >>
قصائدعبد الجبار بن حمديس
- أبادَ حياتي الموتُ إن كنتُ ساليا
- وأنتَ مقيمٌ في قيودكَ عانيا
- وإنْ لمْ أُبارِ المُزْنِ قطرا بأدمعٍ
- عليكَ فلا سُقيتُ منها الغواديا
- تعريتُ من قلبي الذي كان ضاحكاً
- فما ألْبَسُ الأجْفانَ إلا بواكيا
- وما فرحي يومَ المسرّة ِ طائعاً
- ولا حَزَني يوْمَ المساءَة ِ عاصيا
- وهل أنا إلاّ سائلٌ عنك سامعٌ
- أحاديثَ تبْكي بالنّجِيع المعاليا
- قيُودُكَ صيغتْ من حديدٍ ولم تكنْ
- لأهلِ الخطايا منك إلا أياديا
- تعينك من غير اقتراحك نعمة ٌ
- فتقطعُ بالابراقِ فينا اللياليا
- كشفتَ لها ساقاً وكنتَ لكشفها
- تحزّ الهوادي أو تجزّ النواصيا
- وقفنَ ثقالاً لم تُتِحْ لط مشية ً
- كأنَّك لم تُجْرِ الجفاف المذاكيا
- قعاقع دُهمٍ أسهرتكَ وطالما
- أنامتْكَ بِيضٌ أسْمرَتْكَ الأغانيا
- و ماكنتُ أخشى أن يقال: محمدٌ
- يميلُ عليه صائب الدهر قاسيا
- حسامُ كفاحٍ باتَ في السجن مغمدا
- وأصبحَ من حليِ الرياسة ِ عاريا
- وليث حروب فيه أعدوا برقِّه
- وقد كان مقداماً على الليث عاديا
- فيا جَبَلاً هَدّ الزمانُ هضابَهُ
- أما كنتَ بالتمكين في العزّ راسيا
- قُصِرَتَ ولمّا تقضِ حاجتِكَ التي
- جرى الدهر فيها راجلاً لك حافيا
- وقد يعقلُ الأبطالَ خَوْفُ صيالها
- ويُحكمُ تثقيف الأسودِ ضواريا
- أقولُ وإني مُهْطِعٌ خوفَ صيحة ٍ
- يُجيبُ بها كلٌّ إلى الله داعيا
- أسَيْرَ جبالٍ وانْتشارَ كواكبٍ
- دنا من شروط الحشر ما كان آتيا
- كأنَّكَ لم تجعل قناك مَراودا
- تَشُقُّ من الليل البهيم مآقيا
- ولم تزد الإظلام بالنقع ظلمة ً
- إذا بَيّضَ الإصباحُ منه حواشيا
- ولم تثن ماء البيض بالضرب آجناً
- إذا صُبّ في الهيجا على الهام صافيا
- ولم تُصْدِرِ الإلالَ نواهلاً
- إذا ورَدَتْ ماءَ النحور صوافيا
- وخيلٍ عليها كلّ رامٍ بنفسه
- رضاكَ إذا ما كنتَ بالموت راضيا
- وقد لبسوا الغدْرانَ وهي تموجّتْ
- دروعاً وسلُّوا المرهفات سواقيا
- وكم من طغاة ٍ قد أخذتَ نفوسهمْ
- وأبقيتَ منهم في الصدور العواليا
- بمعترك بالضرب والطَّعن جُرْدهُ
- تمرّ على صرْعى العوادي عواديا
- مضى ذاك أيام السرور وأقبلتْ
- مناقِضَة ً من بعده هي ما هيا
- إذِ المُلْكُ يمضي فيه أمرك بالهدى
- كما أعلمت يمناك في الضرب ماضيا
- وإذ أنْتَ محجوبُ السرادق لم يكن
- له كلماتُ الدهر إلاّ تهانيا
- أمرٌ بأبوابِ القصور وأغتدي
- لمن بانَ عنها في الضمير مناجيا
- وأنشد لا ما كنت فيهنّ منشدا
- ألا حيّ بالزُّرْق الرسوم الخواليا
- وأدعو بينها سيّدا بعد سيّدٍ
- ومن بعدهم أصبحتُ همّاً مواليا
- وأحداث آثار إذا ما غشيتُها
- فَجَرتُ عليها أدمعي والقوافيا
- مضيتَ حميدا كالغمامة ِ أقشعَتْ
- وقد ألْبَسَتْ وشْيَ الربيع المغانيا
- سأدمي جفوني بالسهاد عقوبة ً
- إذا وقفت عنك الدموعَ الجواريا
- وأمنعُ نفسي من حياة ٍ هنيئة ٍ
- لأنّكَ حيٌّ تستحقُّ المراثيا
المزيد...
العصور الأدبيه