الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الجبار بن حمديس >> لو أنّ ربعَ شبابي غيرُ مندرسِ >>
قصائدعبد الجبار بن حمديس
- لو أنّ ربعَ شبابي غيرُ مندرسِ
- ما بتّ أوحشُ من جورِ المها الأنسِ
- من كلّ روضة ِ حُسْنٍ زَهْرُهَا أرِجٌ
- تُهْدِي الهوى ليَ في لحظٍ وفي أنس
- لمّا تظلّمَ من أطرافها عنمٌ
- فاسحلِ أقحوان الظَّلْمِ واللَعْس
- تديرُ بالسْحْرِ عَيْنَي أمّ شَادِنَة ٍ
- بفاتِرِ اللحظ للألبابِ مُخْتَلِسِ
- وما رأيت مهاة ً قبلها وُصِفتْ
- في السرب بالشمم المعشوق لا الخنس
- لها محاسنُ، من غبنِ الشباب غدت
- محاسِنُ الغيدِ منها وهي كالدَلس
- تُصبي الحليمَ وتَسْبيهِ فَمُبْصِرها
- كمنتشٍ في خَبَالِ السّكْرِ مُنْغَمِس
- شمس شموسَ عن الشيب الذي جمحتْ
- عنه، وذاتُ عنانٍ للصبا سِلَس
- إني لأعجبُ، والآرام مجْبَنة ٌ،
- من رِئمِ خِدْرٍ لليثِ الغيل مفترس
- لاح القتيرُ فأقمارُ البراقعِ لم
- تَطْلُعْ عليّ وقُضْبُ البانِ لم تمس
- حتى كأنَّ بَياضَ الشيب منتقلٌ
- إلى سوادِ عُيُونِ الخُرّدِ الأنس
- إن فاتني قَنَصُ الغزلان نافرة ً
- فقد ترى من خيول الهمِّ ما فرسي
- كم أشهبٍ صادَ غزلان الصوار فما
- لأشهبي راسخُ الأرساغ في دهسِ
- ستّ وستونَ عاماً كيف تُدرك بي
- من عمرها ينتهي منها إلى السدس
- لله دَرّ شبابٍ لستُ ناسِيَهُ
- لو أنَّهُ كان إنساناً لقلتُ نَسي
- يَسْقِي محاسنَ ذاتِ الربعِ مُعْطِشُها
- سَحّاً بكلّ ضَحُوكِ البرق منبجس
- وداخلاتٍ على الظلماءِ سبسبها
- بكلِ خرقٍ عريقٍ في العلى ندسِ
- كأنها وهي ترمي المقفرات بهم
- من الوجيفِ نبالٌ، والهزالِ قِسي
- مثلُ الحواجب لاذتْ وهي ظامئة ٌ
- بأعينٍ بالفلا مطموسة ٍ درُسِ
- لا يُحبسَنُ الماءُ إلاّ في ثمائلها
- تيهاً فتحرس نقطاً بالكبود حسي
- من كل دامية ِ الأخفافِ مرقلة
- ترتاع من صوت حادٍ خلفها شرسِ
- مستوحشٍ من كلام الإنسِ تُؤْنِسه
- من جوعٍ من ذئاب المهمه الطُّلُس
- ماذا تقول ولجّ البحر يسحبه
- إنَّ السفينة لا تجري على اليبس
- قفْ بالتفكير يا هذا على زمنٍ
- جمّ الخطوبِ ومَثّلْ صَرْفَه وَقِسِ
- ولا تكن عنده للسلم ملتمساً
- فالأريُ في فم صل غيرُ مُلْتمَس
- إنّ الفتى في يديه المالُ عارية ٌ
- كالثوب عُرّي منه غيرهُ وكُسي
- وإنّه ليُنمِّيه ويُودِعُهُ
- من الصبابة بين الحرصِ والحرسِ
- إن الهوا لمحيطٌ بالنفوس فقل
- هل حظّها منه غير الفوتِ بالنفسِ
- إني امرؤ وطباع الحق تعضدني
- مطهَّرُ العِرضِ لا أدنو من الدّنسِ
- ألِفَتْ حُسْنُ سكژت لا أُعَابُ بهِ
- ولي بيانُ مقالٍ غير ملتبسِ
- فما أحرّكُ في فكي عن غضَبٍ
- لسانَ منتهشِ الأعراض منتهسِ
- قد يعقِلٌ العاقلُ النحرير منطقهُ
- وربّ نطقٍ غداف الغي كالخرس
- والجهل في شيمة الإنسان أقتلُ من
- تخلخل النّبْضِ في بُحْرانِ مُنْتَقِس
المزيد...
العصور الأدبيه