الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> عبد الجبار بن حمديس >> لله شمسٌ كانَ أوّلها السّها >>
قصائدعبد الجبار بن حمديس
- لله شمسٌ كانَ أوّلها السّها
- كَحَلَ الظلامُ بنورها أجفاني
- جادَ الزنَّادُ بِعُشْوَة ٍ فتَخيّرتْ
- قَصَرَ الجفيفة ِ بعد طول زمان
- شعواءُ باتتْ ترمحُ الريح التي
- أمستْ تجاذبها شليل دخان
- وكأنَّما في الجوّ منهما راية ٌ
- حمراءُ تخفق، أو فؤاد جبان
- أقبلتها من وجه أدهم غُرَّة ً
- فأرتك كيف تقابلَ القمران
- في ظلّ منسدل الدجى جارتْ به
- عيني التي هُدِيتْ بأذن حصاني
- لله واصفة ٌ مَعَرَّسَ سادة ٍ
- وهناً لعينك باضطراب لسانِ
- نزلوا بأوطان الوحوش وما نبا
- بهمُ زمانهمُ عن الأوطانِ
- خطّافة الحركات ذات مساعرٍ
- حملت جفونَ مراجلٍ وجفان
- كالبحر أعلاها اللهيبُ وقعرها
- جمرٌ كمثل سبائك العقيان
- تَشوي اللطاة َ على سواحل لجها
- للطارقين شواءة اللحمان
- من كلّ منسكب السماحة يلتظي
- في كفّه اليمنى شواظُ يماني
- وإذا ابن آوى مدّ ذات رُنُوِّهِ
- كَحَلَتْهُ بابنِ حَنِيَّة ٍ مرنان
- متوسّدين بها عبابَ دروعهم
- إنّ الدروع وسائدُ الشجعان
- يتنازعون حديثَ كلّ كريهة ٍ
- بكرٍ تصالوا حرّها وعوانِ
- صرعوا الأوابدَ في الفدافد بالقنا
- وخواضب الظلمان في الغيظان
- من كلّ وحشيّ يُسابقُ ظِلّهُ
- حتى أتاه مسابقُ اللحظانِ
- صِيدٌ إذا شهدوا النديّ همى الندى
- فيه ونيط الحسن بالإحسان
- من كلّ صَبِّ بالحرُوبِ حياتُهُ
- مشغوفة ٌ بمنيّة ِ الأقران
- في متن كلّ أقبّ تحسبُ أنه
- برقٌ يصرِّفه بوَحْي عنان
- وإذا تضرّمتِ الكريهة واتقى
- لفحاتها الفرسان بالفرسان
- وثنى الجريحُ عنانه فكأنَّما
- خُلعتْ عليه معاطف النشوان
- وعلى الجماجم في الأكفّ صوارمٌ
- ففراشها بالضرب ذو طيران
- قدّوا الدروعَ بقضبهم فكأنما
- صبّوا بها خُلُجاً على غدران
- وَأرَوْكَ أنَّ من المياه مَناصِلاً
- طُبعَتْ مضاربها من النيران
المزيد...
العصور الأدبيه