الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> يا للحماسة ِ ضاقتْ بينكم حيلي، >>
قصائدصفي الدين الحلي
يا للحماسة ِ ضاقتْ بينكم حيلي،
صفي الدين الحلي
- يا للحماسة ِ ضاقتْ بينكم حيلي،
- وضاعَ حقيَ بينَ العذرِ والعذلِ
- فقلتُ مع قلة ِ الأنصارِ والخولِ:
- لو كنتُ مِن مازِنٍ لم تَستَبِحْ إبِلي
- بَنو اللّقيطَة ِ من ذُهلِ بنِ شَيبانا
- لو أنّني برُعاة ِ العُربِ مُقترِنُ،
- لهمْ نَزيلٌ، ولي في حَيّهِمْ سَكَنُ
- ومسني في حمَى أبنائهمْ حزنُ،
- إذنْ لقامَ بنصري معشرٌ خشنُ
- عندَ الحفيظة ِ إنْ ذو لوثة ٍ لانا
- لله قَومي الأُولى صانوا مَنازِلَهمْ
- عن الخطوبِ، كما أفنوا منازلهمُ
- لا تجسرُ الأسدُ أن تغشَى مناهلهم،
- قومٌ، إذا الشرّ أبدى ناجذيهِ لهمُ
- طاروا إليهِ زرافاتٍ ووجدانا
- قومٌ، نجيعُ دمِ الأبطالِ مشربهم،
- ورنة ُ البيضِ في الهاماتِ تطربهم
- إذا دعاهم لحربٍ من يجربهمْ،
- لا يسألون أخافهمْ حينَ يندبُهم
- في النائباتِ على ما قالَ برهانا
- فاليومَ قومي الذي أرجو بهمْ مددي
- لأستطيلَ إلى ما لمْ تنلهُ يدي
- تخونني مع وفورِ الخيلِ والعددِ،
- لكنّ قَومي، وإن كانوا ذوي عَدَدِ
- لَيسوا منَ الشّر في شيءٍ، وإنْ هانا
- يولونَ جاني الأسى عفواً ومعذرة ً
- كعاجزٍ لم يطقْ في الحكمِ مقدرة ً
- فإنْ رأوا حالة ً في الناسِ منكرة ً،
- يَجزُونَ من ظُلمِ أهلِ الظّلم مغفرَة ً
- ومِن إساءَة ِ أهلِ السّوءِ إحسانا
- كُلٌّ يَدِلّ على الباري بِعفّتِهِ،
- ويستكفُّ أذى الجاني برأفتِهِ
- ويحسِبُ الأرضَ تَشكو ثِقلَ مَشيَتِه،
- كأنّ ربكَ لم يخلقْ لخشيتِهِ
- سِواهُمُ من جَميعِ الخَلقِ إنسانا
- لو قابَلوا كلّ أقوامٍ بما كَسَبوا،
- ما راعَ سربهمُ عجمٌ ولا عربُ
- بل ارتَضَوا بصَفاءِ العَيشِ واحتَجبوا،
- فلَيتَ لي بِهمُ قوماً، إذا رَكِبُوا
- شَنّوا الإغارَة َ فُرساناً ورُكبانا
المزيد...
العصور الأدبيه