الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> وَرَدَ الرَّبيعُ، فمرحَباً بوُرُودِهِ، >>
قصائدصفي الدين الحلي
وَرَدَ الرَّبيعُ، فمرحَباً بوُرُودِهِ،
صفي الدين الحلي
- وَرَدَ الرَّبيعُ، فمرحَباً بوُرُودِهِ،
- وبنُورِ بَهجَتِهِ، ونَوْرِ وُرُودِهِ
- وبحُسنِ مَنظَرِهِ وطيبِ نَسيمِهِ،
- وأنيقِ ملبسهِ ووشي برودهِ
- فصلٌ، إذا افتخرَ الزمانُ، فإنهُ
- إنسانُ مُقلَتِهِ، وبَيتُ قَصيدِهِ
- يُغني المِزاجَ عن العِلاجِ نَسيمُهُ،
- باللطفِ عندَ هبوبهِ وركودهِ
- يا حبذا أزهارهُ وثمارهُ،
- ونباتُ ناجمهِ، وحبُّ حصيدهِ
- وتَجاوُبُ الأطيارِ في أشجارِهِ،
- كَبَناتِ مَعبَدَ في مَواجِبِ عُودِهِ
- والغصنُ قد كُسِيَ الغَلائلَ، بعدَما
- أخَذَتْ يَدا كانونَ في تَجرِيدِهِ
- نالَ الصِّبَا بعدَ المَشيبِ، وقد جَرَى
- ماءُ الشبيبة ِ في منابتِ عودهِ
- والوردُ في أعلى الغصونِ، كأنهُ
- ملكٌ تحفّ بهِ سراة ُ جنودهِ
- وكأنما القداحُ سمطُ لآلىء ٍ،
- هو للقضيبِ قلادة ٌ في جيدهِد
- والياسَمينُ كعاشِقٍ قد شَفّهُ
- جورُ الحبيبِ بهجرهِ وصدودهِ
- وانظرْ لنرجسهِ الشهيّ كأنهُ
- طرفٌ تنبيهَ بعدَ طولِ هجودهِ
- واعجبْ لأذريونهِ وبهارهِ،
- كالتبر يزهو باختلافِ نقودهِ
- وانظُرْ إلى المَنظُومِ من مَنثُورِهِ،
- متنوعاً بفصولهِ وعقودهِ
- أو ما ترى الغيمَ الرقيقَ، وما بدا
- للعَينِ من أشكالِهِ وطُرُودِهِ
- والسّحبُ تَعقُدُ في السّماءِ مآتماً،
- والأرضُ في عُرسِ الزّمانِ وعيدِهِ
- ندبتْ فشقّ لها الشقيقُ جيوبهُ،
- وازرَقّ سَوسَنُها للَطمِ خُدودِهِ
- والماءُ في تيارِ دجلة َ مطلقٌ،
- والجِسرُ في أصفادِهِ وقُيُودِهِ
- والغيمُ يحكي الماءَ في جريانهِ،
- والماءُ يحكي الغيمَ في تجعيدهِ
- فابكُرْ إلى رَوضٍ أنيقٍ ظِلُّهُ،
- فالعيشُ بينَ بسيطهِ ومديدهِ
- وإذا رأيتَ جَديدَ روضٍ ناضرٍ،
- فارشفْ عتيقَ الراحِ فوقَ جديدهِ
- من كفّ ذي هيفٍ يضاعفُ خلقُه
- سُكرَ المُدامِ بشَدوِهِ ونَشيدِهِ
- صافي الأديمِ تَرَى ، إذا شاهَدتَهُ،
- تِمثالَ شَخصِكَ في صَفاءِ خُدودِهِ
- وإذا بَلَغتَ من المُدامَة ِ غايَة ً،
- فأقلِلْ لتُذكي الفَهمَ بعدَ خُمودِهِ
- إنّ المُدامَ، إذا تَزايَدَ حَدُّها
- في الشّربِ، كان النّقصُ في محدودِهِ
المزيد...
العصور الأدبيه