الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> ولَيلَة ٍ في طُولِ يومِ العَرضِ، >>
قصائدصفي الدين الحلي
ولَيلَة ٍ في طُولِ يومِ العَرضِ،
صفي الدين الحلي
- ولَيلَة ٍ في طُولِ يومِ العَرضِ،
- سماؤها من دكنِهِ كالأرضِ
- مخضتُ فيها العيشَ أيَّ مخضِ،
- وفُزتُ فيها بالنّعيمِ المَحْضِ
- وغضّ جفنُ الدّهرِ أيَّ غَضّ،
- فبِتُّ من صروفِهِ أستَقضِي
- أرفَعُ قَدرَ عيشَتي بالخفضِ،
- لا أكحلُ الجفنَ بها بغمضِ
- مع كلّ ساقٍ كالقضيبِ الغضّ،
- يديرُ راحاً بالسّرورِ تَقضِي
- ساطعَة ً كالبرقِ عندَ الوَمضِ،
- حتى إذا آنَ أداءَ الفرضِ
- وشقّ جيبُ الفلقِ المبيضّ،
- عرضتُ خيلي، فأجدتُ عرضِي
- واخترتُ منها سابقاً ليَ يُرضِي،
- يفوتُ لمحَ الطرفِ حينَ يمضي
- كأنذما الأرضُ به في قبضِي،
- لافرقَ بينَ طولهِ والعرضِ
- جعلتُهُ وقاية ً لعرضِي،
- ثمّ غدوتُ لمرامي أقضِي
- من كلّ سِرْبٍ شارِدٍ منغَضّ،
- بأرقطِ الظهرِ صقيلٍ بضِّ
- كسبجٍ في ذهبٍ مرفضّ
- أهرتَ رحبِ الصدرِ نائي الغمضِ
- مستثقلَ الشلوِ خفيفَ النّهضِ،
- عريضَ بسطِ الكفّ عندَ القبضِ
- محددَ النّابِ لغير عضّ،
- منتَصِبَ الأُذنَينِ عندَ الرّكضِ
- مخاتِلَ السّربِ بغيرِ وَفضِ،
- مُنخَفِضاً للخَتلِ أيَّ خَفضِ
- مصافحاً بالبطنِ ظهرض الأرضِ،
- يَجُسُّها بالكَفّ جَسَّ النّبضِ
- عِناقَ ذي حبت لرَبّ بُغضِ
- عاجَلَها كالكَوكبِ المُنقَضّ
- فعانقَ الأكبرَ عندَ النهضِ،
- فهاضَ منهُ العظمَ عندَ الهضّ،
- ورضّ منهُ الصدرَ أيَّ رضِّ
- فقمتُ أسعَى خيفَة ً أن يَقضِي،
- أغُضُّ عن زلاتهِ وأغضِي
المزيد...
العصور الأدبيه