الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> وغزالٍ غازلتهُ بعدَ بينِ >>
قصائدصفي الدين الحلي
- وغزالٍ غازلتهُ بعدَ بينِ
- ألّفَتْ بَينَهُ المُدامُ وبَيني
- صالحتني الأيامُ بالقربِ منه،
- بعدما كنتُ منهُ صفرَ اليدينِ
- مِن بَني التّركِ لا أُطيقُ لَهُ
- تركاً ولو حانَ في المحبة ِ حيني
- بتُّ أُسقَى بثَغرِهِ ويَدَيهِ،
- من لماهُ وراحهِ، قهوتينِ
- مزجَ الكأسَ لي فمُذ عبثَ السكـ
- ـر بِعِطفَي قَوامِهِ المترَفَينِ
- قال لي مازحاً، وقد طغَتِ الرّا
- حُ وجالَ التّضريجُ في الوَجنَتَينِ
- قد مللنا، فهان نلعبُ بالشطرنـ
- ـجِ، كَيما أُريح قَلبي وعَيني
- قلتُ سمعاً وطاعة َ لكَ مولا
- يَ، ولكن لعبنا في رهينِ
- فأجلُّ الشطرنج منّي، ولي منـ
- ـك أقلّ النّقوشِ في الكعبَتَينِ
- فانثنى ضاحكاً، وقال لَعَمري
- تَنثَني راجعاً بخُفّي حُنَينِ
- فارتَضَينا بذا الرّهانِ وصَيّر
- تُ إلَيهِ الخِيارَ في الحِليَتَينِ
- قال لي السودُ للأسودِ وذي الـ
- ـبِيضُ لمَن يَبتَغي بياضَ اللّجَينِ
- فصففنا الجيشينِ تركاً وزنجاً،
- واعتَبرنا تَقابُلَ العَسكَرَينِ
- فابتَداني بدَفعِهِ بَيدَقَ الفِر
- زانِ من حِرصِهِ على نَقلَتَينِ
- وأدارَ الفرزانَ في بيتِ صدرِ الـ
- ـشّاهِ نَقلاً يَظنّهُ غيرَ شَينِ
- فعَقَدتُ الفِرزانَ مع بيدقِ الصّد
- رِ وسُقتُ الفيلَينِ في الطّرَفَينِ
- فتدانى بالرخّ بيتاً، وأجرَى
- خَيلَهُ بَينَ مُلتَقَى الصّفّين
- فرددتُ الفرزانَ ثمّ نقلتُ الفيـ
- ـلَ في بيته على عقدتينِ
- ثمّ شاغَلتُهُ، وأرسَلتُ فيلي
- منجنيقاً يرمي على القطعتينِ
- فأخذتُ الفِرزانَ حُكماً، ووَلّى
- رُخُّهُ ناكصاً على العَقِبَينِ
- ثمّ حصنتُ منهُ نفسي عن الشّا
- هِ بعقدِ الفرزانِ بالبيدقينِ
- ثمّ بَرطَلتُهُ ببَيدَقِ فِيلي،
- ودفعتُ الثاني على الفرسينِ
- فأخَذتُ اليُمنى ، وأجفلَتِ اليُسـ
- ـرَى شَروداً تجولُ في الحَومَتَينِ
- وتقدّمتُ من خيولي بمهرٍ
- أدهمِ اللونِ مصمتِ الصفحتينِ
- ثمّ سَلّطتُهُ على الشّاهِ والرُّ
- خّ فعَجّلتُ أخذَهُ بَعدَ ذَينِ
- ثمّ لقطتُ من بيادقهِ الشـ
- رّدِ خَمساً، عاجَلتُهنّ بحَينِ
- فانثَنى يَطلُبُ الفِرارَ وجَيـ
- ـشي راجعاً نحوهُ من الجانبينِ
- ثمّ ضايقتهُ، فلَم يبقَ للشّا
- هِ على رُغمِهِ سِوى بَيتَينِ
- فملكتُ الأطرافَ منهُ وسلطـ
- ـتُ علَيهِ تَطابُقَ الرُّخّينِ
- ثمّ صِحتُ اعتزِل فشاهُك قد ما
- تَ، بلا مرية ٍ، وقد حلّ ديني
- فكسا وجههُ الحياءُ وأمسى
- نادِماً سادِماً يَعَضّ اليَدَينِ
- وانثَنَى باكياً يُقَبّلُ كَفّـ
- ـيّ ويهوي طوراً على القدمينِ
- قائلاً: إن عَفوتَ قِيلَ كما قيـ
- ـلَ وما شاعَ عنكَ في الخافقَينِ
- إنّ في رتبة ِ الفتوة ِ أصلاً
- لكَ يُعزَى إلى أبي الحَسَنَينِ
- صاحبِ النصّ والأدلة ِ والإجما
- عِ في المشرقينِ والمغربينِ
- ومُجَلّي الكروبِ عن سيّدِ الرُّسـ
- ـلِ ببدرٍ وخيبرٍ وحنينِ
- قلتُ بشراكَ قد أقلتكَ إكرا
- ماً لذكرِ المولى أبي السبطينِ
- فعَلَيه السّلامُ ما جَنّ لَيلٌ،
- وأنارَ الصّباحُ في المَشرِقَينِ
المزيد...
العصور الأدبيه