الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> ورُبّ يومٍ أدكنِ القتامِ، >>
قصائدصفي الدين الحلي
- ورُبّ يومٍ أدكنِ القتامِ،
- مُمتَزجِ الضّياءِ بالظّلامِ
- سرنا به لقنصِ الآرامِ،
- والصّبحُ قد طَوّحَ باللّثامِ
- كراقدٍ هبّ من المنامِ،
- بضُمّرٍ طامَية ِ الحَوامي
- معتادَة ٍ بالكَرّ والإقدامِ،
- تحجمُ في الحربِ عن الإحجامِ
- حتى إذا آنَ ظهورُ الجامِ،
- والبرُّ بالآلِ كبحرٍ طامِ
- عنّ لنا سِربٌ من النّعامِ،
- مشرِقة الأعناقِ كالأعلامِ
- فاغرة َ الأفواهِ للهيامِ،
- كأينُقٍ فَرّتْ من الزّمامِ
- وحشٌ على مثنًى من الأقدامِ،
- بالطيرِ تدعَى وهيَ كالأنعامِ
- تَطيرُ بالأرجُلِ في المَوامي،
- كأنما أعناقُها السوامي
- أراقمٌ قد قُمنَ للخصامِ،
- فحينَ همّ السربُ بانهزامِ
- أُلجِمَتِ القِسيُّ بالسّهامِ،
- فأُرسِلَ النَّبلُ كوَبلٍ هامِ
- فعنّ رألٌ عارضٌ أمامي،
- كأنّما دُرّعَ بالظّلام
- نِيطَتْ جَناحاهُ بعنقٍ سامِ،
- كأنّها من حسنِ الإلتئامِ
- هاءُ شَقيقٍ وُصِلَتْ بلامِ،
- عارضتهُ تحتَ العجاجِ السّامي
- بسابقٍ ينقضُّ كالقطامي،
- خِلِوِ العِنانِ مفعَمِ الحِزامِ
- يكادُ يلوي حلقَ اللجامِ،
- ذي كَفَلٍ رابٍ وشِدقٍ دامِ
- وصفحَة ٍ رِيّا، ورسغٍ ظامِ،
- فحينَ وافَى عارِضاً قدامي
- أثبتُّ في كلكلهِ سهامي،
- فمَرقتْ في اللّحمِ والعِظامِ
- فخَرّ مَصروعاً على الرُّغامِ،
- قد ساقَهُ الخَوفُ إلى الحِمامِ
- فأعجبَ الصحبَ بهِ اهتمامي،
- حتى اغتَدى كلٌّ من الأقوامِ
- يقولُ: لا شلَّتْ يمينُ الرّامي
المزيد...
العصور الأدبيه