الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> هل عَلِمَ الطَّيفُ عندَ مَسرَاهُ، >>
قصائدصفي الدين الحلي
هل عَلِمَ الطَّيفُ عندَ مَسرَاهُ،
صفي الدين الحلي
- هل عَلِمَ الطَّيفُ عندَ مَسرَاهُ،
- أنّ عُيونَ المحبّ تَرعاهُ؟
- هَيّجَ أشواقَنا بزَورَتِهِ،
- ثم انثنى ، والقلوبُ أسراهُ
- هَجَعتُ كَيما يزورُني قَمَرِي،
- أعتبُ طرفي ظلماً وألحاهُ
- هلاّ أتى ، والعيونُ ساهرة ٌ،
- والنّومُ بالنّوحِ قَد طَرَدناهُ
- هديتَ، يا طيفُ، قل لأهلِ منى ً
- إنّ المُعَنّى هَواهُ أفناهُ
- هَوًى إلى نَحوِكم يُجاذِبُهُ،
- وهوَ الذي في البلادِ أقصاهُ
- هاجَرَ لمّا هَجَرتُمُوهُ، فما
- أغناهُ عن أهلِهِ ومَغناهُ
- هامَ، ولم يألفِ البلادَ، وإن
- فَرّتْ بتلكَ البلادِ عَيناهُ
- هنيُّ عيشٍ لولا فراقكمُ،
- أيقنَ أنّ الجنانَ مأواهُ
- همتْ بهِ في البلادِ همتهُ،
- ونالَ بالسعي ما تمناهُ
- هادنهُ دهرهُ، وراهنهُ،
- ورامهُ منعماً وأرضاهُ
- هذبَ أخلاقهُ الزمانُ، وقد
- طهرَ مدحُ ابنِ ارتقٍ فاهُ
- هوَ السحابُ الذي بشاشتهُ
- بارقهُ، والحيا عطاياهُ
- هَتونُ جُودٍ،سماحُ راحتِه
- جارَ على مالِهِ، فأفناهُ
- همتْ على الناسِ سحبه، فلكم
- قَتيل فَقرٍ، نَداهُ أحياهُ
- هيهاتَ يدعى بالسحبِ نائلهُ،
- فهو نضارٌ، وتلكَ أمواهُ
- هولٌ، جميعُ الأهوالِ ترهبه،
- خَطبٌ، جَميعُ القلوبِ تَخشاهُ
- ها إنّ أمرَ الزّمانِ في يَدِهِ،
- يأمرهُ تارة ً وينهاهُ
- هلمّ يا طالبَ النّوالِ إلى
- من فتكتْ بالنضارِ كفاهُ
- هذا الذي أصبحَ الندى مثلاً
- يفصحُ عن ذكرهِ، وأسماهُ
- هادي البرايا بنورِ طلعتهِ،
- مُحيي الرّعايا بفَيضِ جَدواهُ
- هلالُ أفقٍ، تيارُ مكرمة ٍ،
- تَهَوَى الوَرى حُسنَهُ، وحُسناهُ
- همامُ بأس، سهلٌ خلائقهُ،
- أنكَرَنا البُؤسُ مُذ عرَفناهُ
- هَمّ بنا قَبلَ أن نَهُمَّ بهِ،
- فجادَنا قَبلَ أن سألناهُ
- هَزّ ليُرضي العُلى عَزيمتَهُ،
- فأصبَحَ المالُ بَعضَ قَتلاهُ
- هَوّن بها اللُّهَى ، فلو نَطَقتْ،
- يوماً، لقالتْ: أعزكَ اللهُ
- هني بكَ أيها الملكُ المنصو
- رُ، فالدّهرُ فيكَ هَنّاهُ
- هَوِيتُ طيبَ الثَّنا، فلا بَرِحتْ
- تُحدَى إلى نَحوِكم مَطاياهُ
- هبتْ إلى مدحكم جوارحنا،
- فكُلّها بالثّناءِ أفواهُ
المزيد...
العصور الأدبيه