قصائدصفي الدين الحلي



نفوسُ الصيدِ أثمانُ المعالي،
صفي الدين الحلي



  • نفوسُ الصيدِ أثمانُ المعالي،

  • إذا هَزّتْ مَعاطِفَها العَوالي

  • وأبدَتْ أوجُهُ البِيضِ ابتِساماً،

  • يُطيلُ بكاءَ آجالِ الرّجالِ

  • ومَن عَشِقَ العَلاءَ، وخافَ حَتفاً

  • غَدا عندَ الكَريهَة ِ، وهوَ سالي

  • ولم يَحُزِ العُلى إلاّ كَميٌّ،

  • رَحيبُ الصّدرِ في ضِيقِ المَجالِ

  • تيقنَ أنّ طيبَ الذكرِ يبقى ،

  • وكلَّ نعيمِ ملكٍ في زوالِ

  • لذاكَ سمتْ بركنِ الدينِ نفسٌ

  • تعلمَ ربُّها طلبُ الكمالِ

  • سَمتْ فأرَتهُ حَرّ الكَرّ بَرداً،

  • ويَحْمُومَ المَنيّة ِ كالزّلالِ

  • فألبسَ عرضهُ درعاً حصيناً،

  • وصَيّرَ جِسمَهُ غَرَضَ النّبالِ

  • تبوأ جنة َ الفردوسِ داراً،

  • وحَلّ على الأرائِك في ظِلالِ

  • وخلفَ كلَّ قلبٍ في اشتغالٍ،

  • وكلَّ لهيبِ صدرٍ في اشتعالِ

  • بروحي مَن أذابَ نَواهُ روحي،

  • وأفقدَ فقدُهُ عزّي ومالي

  • ولم أكُ قَبلَ يومِ رَداهُ أدري

  • بأنّ التُّربَ برجٌ للهلاكِ

  • وقالوا: قد أصبتَ، فقلتُ: كلاّ،

  • وما وقعُ النبالِ على الجبالِ

  • ولم أعلَمْ بأنّ الرّمسَ يُمسِي

  • بموجٍ الحربِ من صدفِ اللآلي

  • أيا صخراَ احنانِ أدمتَ نوحي،

  • فها أنا فيكَ خنساءُ الرجالِ

  • وفَتْ لي فيكَ أحزاني ودَمعي،

  • وخانَ عليكَ صبري واحتمالي

  • بذلتَ النفسَ في طلبِ المعالي،

  • كبذلكَ للهَى يومَ النوالِ

  • تسابقُ للوغَى قبلَ التنادي،

  • كبذلكَ للهَى يومَ النوالِ

  • شددتَ القلبَ في حوضِ المنايا،

  • ووَبلُ النُّبلِ مُنحَلّ العزالي

  • لبستَ على ثيابِ الوشيِ قلباً،

  • غنيتَ بهِ عن الدرعِ المذالِ

  • تَهُزُّ لمُلتَقَى الأعداءِ عِطفاً،

  • يهزّ رطيبهُ مرحُ الدلالِ

  • فعشتُ، وأنتَ ممدوحُ السجايا،

  • ومتَّ، وأنتَ محمودُ الخلالِ

  • أرُكنَ الدّينِ كم رُكنٍ مَشيدٍ

  • هَدَدتَ بفَقدِ ذيّاكَ الجَمالِ

  • ربوعكَ بعدَ بهجتِها طلولٌ،

  • وحاليها من الأنوارِ خالِ

  • تنوحُ لفقدِكَ الجردُ المذاكي،

  • وتَبكيكَ الصّوارِمُ والعَوالي

  • يَحِنّ إلى يَمينِكَ كلُّ عَضبٍ،

  • وتشتاقُ الأعنة ُ للشمالِ

  • أتَسلُبُكَ المَنونُ، وأنتَ طَودٌ،

  • وتُرخِصُكَ الكُماة ُ، وأنتَ غالِ

  • وتَضعفُ عَزمَة ُ البيضِ المَواضي،

  • وتَقُصرُ همّة ُ الأسَلِ الطّوالِ

  • ولم تُحطَمْ قَناة ٌ في طعانٍ،

  • ولم تُفلَلْ صِفاحٌ في قِتالِ

  • ولا اضطرمتْ جيادٌ في طرادٍ،

  • ولا اعتركتْ رجالٌ في مجالِ

  • ولا رَفَعوا بوَقعِ الخَيلِ نَقعاً،

  • ولا نسجَ الغبارُ على الجِلالِ

  • وتُمسي اللاّذخيّة ُ في رُقادٍ،

  • تَوَهَّمُ فِعلَها طَيفَ الخَيالِ

  • ولم تُقلَعْ لقَلعَتِهِمْ عروشٌ،

  • إذا استَوَتِ الأسافِلُ والأعالي

  • ولا وادي جهنّمَ حينَ حلوا

  • بهِ أمسَى عليهم شَرَّ فالِ

  • سأبكي ما حَييتُ، ولستُ أنسَى

  • صَنائعَكَ الأواخِرَ والأوالي

  • ولو أنّي أُبَلَّغُ فيكَ سُؤلي،

  • بكيتكَ بالصوارمِ والعوالي

  • بكلذ مهندِ الحدّينِ ماضٍ

  • تَدبّ به المَنيّة ُ كالنّمالِ

  • يريكَ به ركامُ الموتِ موجاً،

  • وتمنعهُ الدماءُ منَ الصقالِ

  • وإسمرَ ناهزَ العشرينَ لدنٍ،

  • رُدَيْنيِّ المَناسبِ ذي اعتِدالِ

  • يُضيءُ على أعاليهِ سِنانٌ

  • ضياءَ النّارِ في طرفَ الذُّبالِ

  • وأشفي من دماءِ عداكَ نفساً،

  • تنوطُ القولَ منها بالفعالِ

  • لعَلّ الصّالحَ السّلطانَ يَجلُو

  • بغُرّة ِ وجهِهِ ظُلمَ الضّلالِ

  • ويُجريها من الشِّعبَين قُبّاً،

  • إلى الهَيجاءِ تَسعَى كالسّعالي

  • يحرضُها الطرادُ على الأعادي،

  • كأنّ الكرّ يذكرُها المخالي

  • عليها كلُّ ماضي العزم ذمرٍ،

  • كميٍّ في الجلاد وفي الجدالِ

  • ويشفي عندَ أخذِ الثأرِ منهُم

  • نفوساً ليسَ تقنعُ بالمطالِ

  • وأعلَمُ أنّ عَزمتَهُ حُسامٌ،

  • ولكنّ التفاضي كالصقالِ



أعمال أخرى صفي الدين الحلي



المزيد...

العصور الأدبيه

اخطر 20 صورة سيلفي في العالم

اخطر 20 صورة سيلفي في العالم



أهم 12 نصيحه عند شراء شقتك بالتقسيط