الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> ما بَينَ طَيفِكَ والجُفونِ مَواعِدُ، >>
قصائدصفي الدين الحلي
ما بَينَ طَيفِكَ والجُفونِ مَواعِدُ،
صفي الدين الحلي
- ما بَينَ طَيفِكَ والجُفونِ مَواعِدُ،
- فيفي، إذا خبرتَ أنيَ راقدُ
- إني لأطمعُ في الرقادِ لأنهُ
- شركٌ يصادُ بهِ الغزالُ الشاردُ
- فأظَلُّ أقنَعُ بالخَيالِ، وإنّهُ
- طَمَعٌ يُولّدُه الخَيالُ الفاسِدُ
- هياتِ لا يشفي المحبَّ من الأسَى
- قربُ الخيالِ، وربهُ متباعدُ
- ولقد تَعَرّضَ للمَحَبّة ِ مَعَشرٌ
- عَدِموا من اللّذاتِ ما أنا واجِدُ
- عابُوا ابتِهاجي بالغَرامِ، وإنّني
- ما عشتُ من سكرِ المحبة ِ مائدُ
- قالوا: تعشقَ كلَّ ربّ ملاحة ٍ،
- فأبجتهمْ: إنّ المحركَ واحدُ
- فالحُسنُ حيثُ وَجَدتُهُ في حَيّزٍ،
- هو لي بأرسانِ الصبابة ِ قائدُ
- ما كنتُ أعلمُ أنّ ألحاظَ الظبا،
- هيَ للأسودِ حبائلٌ ومصايدُ
- إنّ الذي خلقَ البرية َ ناطها
- بوسائطٍ هي للكمالِ شواهدُ
- فتدبرَ الأفلاكَ سبعة ُ أنجمٍ،
- ويدبرُ الأرضينَ نجمٌ واحدُ
- نجمٌ لهُ في الملكِ أنجمُ عزمة ٍ
- هنّ الرجومُ، إذا تطرقَ ماردُ
- المالكُ المنصورُ ملكٌ جودهُ
- داني المنالِ، ومجدهُ متباعدُ
- المالكُ لديهِ مواهبٌ ومكارمٌ،
- هيَ للعداة ِ مواهنٌ ومكايدُ
- كالغيثِ فيهِ للطغاة ِ زلازلٌ،
- ولمن يؤملُه الزلالُ الباردُ
- يُخشَى وتُرجَى بَطشُهُ وهِباتُه،
- كالبَحرِ فيهِ مَهالِكٌ وفَوائِدُ
- آراؤهُ للكائِناتِ طَلائِعٌ،
- وهُمومُهُ بالغانياتِ شَواهِدُ
- لا يؤيسنكَ بأسهُ من جودهِ،
- دونَ السحابِ بوارقٌ ورواعدُ
- يَهَبُ المَطيَّ، ورَكبُهنّ وصائفٌ،
- والصافناتِ، وحملهنّ ولائدُ
- لك يا ابنَ أرتق بالمكارمِ نسبة ٌ،
- فلذاكَ جودك كاسمِ جدكَ زائدُ
- أُورِثتَ مجدَ سَراة ِ أُرتُقَ إذ خَلَتْ،
- وبَنيتَه، فَهوَ الطّريفُ التّالِدُ
- قومٌ تَعوّدَتِ الهِباتِ أكفُّهمْ؛
- إنَّ المكارمَ للكرامِ عوائدُ
- عاشوا، وفضلُهُمُ ربيعٌ للوَرى ،
- فلَهم ثَناً يَحيا وذِكرٌ خالِدُ
- فأكفهم، يومَ السماحِ، جداولٌ،
- وقلوبهم، يومَ الكفاحِ، جلامدُ
- وكفلتَ من كلفَ الزمانُ بحفظِه،
- حتى كأنّكَ للبرية ِ والدُ
- فَيداكَ في عُنقِ الزّمانِ غَلائِلٌ،
- ونداكَ في جيدِ الأنامِ قلائدُ
- وعنيتَ بي ورفعتَ قدري في الورى ،
- فعَواذلي في القُربِ منك حواسدُ
- وعلمتَ أنّي في محبتكَ الذي،
- فنَداكَ لي صِلَة ٌ وبِرُّكَ عائِدُ
- فاعذِرْ مُحبّاً إن تَباعدَ شخصُهُ،
- جاءتكَ منهُ قَصائدٌ ومَقاصِدُ
- فإذا ثنائي عنكَ همٌ سائقٌ،
- جذبَ العنانَ إليكَ شوقٌ قائدُ
- ولقد وقَفتُ عليكَ لَفظي كلَّهُ،
- ممّا أحِلُّ به، وما أنا عاقِدُ
- فإذا نظمتُ، فإنني لكَ مادحٌ،
- وإذا نثرتُ، فإنني لكَ حامدُ
المزيد...
العصور الأدبيه