الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> لو يُرَدّ الرّدى ببَذلِ الأيادي، >>
قصائدصفي الدين الحلي
لو يُرَدّ الرّدى ببَذلِ الأيادي،
صفي الدين الحلي
- لو يُرَدّ الرّدى ببَذلِ الأيادي،
- أبقَتِ المَكرُماتُ كعبَ الإيادي
- ولأبقَتْ فتى المُهَذَّبِ أيدٍ
- طوقتْ بالندى رقابَ العبادِ
- ولو أنّ الحمامَ يدفعُ بالبا
- سِ، وبِيضِ الظُّبَى وحُمرِ الصِّعادِ
- لحمتهُ يومَ الهياجِ حماة ٌ
- تُرعِفُ البِيضَ من نجيعِ الأعادي
- وكُماة ٌ يُظِلّها من وَشيجِ الـ
- ـخطّ غابٌ يسيرُ بالآسادِ
- بصفاحٍ تخالُ موجَ المنايا،
- في صفا متنِها عيونُ الجرادِ
- كلّ صافي الفرندِ بالماءِ رَ
- يّان ولكنّهُ إلى الدّم صادي
- غَيرَ أنّ الأيّامَ بالخَلْقِ تجري
- لبلوغِ الآجالِ جَريَ الجِيادِ
- كيفَ تَرجو المَقامَ، والخَلقُ سَفرٌ،
- نحنُ رَكبٌ وحادثُ الدّهرِ حادي
- أينَ رَبّ السّريرِ والحِيرَة ِ البَيـ
- ـضاء، أم أينَ ربّ ذاتِ العمادِ
- إنّ أسبابَ فاصلاتِ المَنايا
- قد أبادتْ فرعونَ ذا الأوتادِ
- ما اعتمادي على الزّمانِ، وقد أو
- دى بمَولًى عليهِ كانَ اعتمادي
- بمديدِ الظلالِ مقتضبِ الرّا
- يِ بسيطِ النّدى طويلِ النجادِ
- مُسرِفٍ في السّماحِ يُوهمُهُ الجو
- دُ بأنّ الإقصادَ في الإقتصادِ
- لم تُرَنّحْ أعطافَهُ نَسمَة ُ الكبْـ
- ـرِ، ولا أقتادهُ عنانُ العنادِ
- حاكمٌ حُكمَ المؤمِّل في الما
- لِ، وقاضٍ قضَى بحَتفِ الأعادي
- وسرَتْ منهُ سيرَة ُ العَدلِ في النّا
- سِ مسيرَ الأرواحِ في الأجسادِ
- شمسُ دينِ اللَّهِ الذي ضَبَطَ الأحـ
- ـكامَ ضبطَ الأموالِ بالأعدادِ
- ربَّ حلمٍ للبطشِ فيهِ كمونٌ،
- كلظَى النّارِ كامناً في الزنادِ
- سطوة ٌ تظمىء ُ الرواة َ منَ الرّعـ
- ـبِ، ونطقٌ يروي النفوس الصوادي
- وانتقادٌ، إذا جلتْ ظلمة ُ اللّفـ
- ـظُ كأنّ العِدى فيهِ في جلادِ
- ذو يراعٍ رطبِ المشافرِ يبسِ الـ
- ـمَتنِ جَمِّ الضّميرِ خُلوِ الفُؤادِ
- كنتَ فيها خِلواً من الحُسّادِ
- نَ صبياً، كمبضعِ الفصادِ
- فإذا ما جَرَى بحَلبَة ِ طرسٍ
- ركضَ الرّعبُ في قلوبِ الأعادي
- يطلقُ اللفظَ في السجلّ فيأتي
- بالمَعاني مَقرونَة ً في صِفادِ
- ما رأينا من قَبلِ مَجراهُ خَطّاً
- ساطعَ النّورِ في ظَلامِ المِدادِ
- كلُّ خطٍّ سوادهُ في بياضٍ،
- وتَراهُ بَياضُهُ في السّوادِ
- أينَ خَصبُ الأكنافِ في الزّمنِ الما
- حلِ، والسبطُ في السنينَ الجعادِ
- والجوادُ السهلُ اللقاءِ، إذا ما
- كانَ سهلُ اللقاءِ غيرَ جوادِ
- سَلَبتهُ الأيّامُ غَدراً، وكانتْ
- طَوعَ كَفّيهِ في الأمورِ الشّدادِ
- وأُصيبَتْ لفَقدِهِ، فلهَذا
- ألبستْ بعدهُ ثيابَ حدادِ
- كانَ عَضداً للآملينَ، فأمسَى
- بنَواهُ يَفُتّ في الأعضادِ
- كان زينَ الأولاد والمالِ إن زيـ
- ـنَ سواهُ بالمالِ والأولادِ
- يا حُساماً ما خِلتُ أنّ أديمَ الـ
- ـأرضِ يُمسي لهُ منَ الأمجادِ
- كنتَ يَومَ النّدى سَريعاً إلى البِـ
- ـرّ، ويَومَ الرّدى أبيَّ القِيادِ
- أيُّ نادٍ للجودِ لم تكُ فيهِ
- حاضراً بالنّدى ، وذِكرُكَ بادِ
- أصبَحتْ بعدَكَ المَكارِمُ فُقراً،
- والمَعالي عَواطِلَ الأجيادِ
- وتُوُفّي السّماحُ، يومَ توُفّيـ
- ـت، فهَل كنتما على ميعادِ
- فعَزيزٌ على المَكارِمِ أن تَخـ
- ـفَى ، وفي النّاسِ طيبُ ذكرِك بادِ
- أو يُنادى للمَكرُماتِ، فلا يَسـ
- ـبقُ منكَ النّدى نداءَ المنادي
- رَقدَة ٌ ما نَراكَ من قَبلِها ذُقْـ
- ـتَ عن المَكرُماتِ طَعمَ رُقادِ
- ما شَهِدْنا من قَبلِها لكَ حالاً
- أحسنَ اللهث عنكَ صبر المعالي،
- وعَزاءَ الإنشاءِ والإنشادِ
- وأطالَ اللَّهُ عُمرَ مَراثيـ
- ـكَ فإنّي فيها حليفُ اجتهادِ
- وسقَتْ قبرَكَ الغَوادي، وإن كا
- نتْ دموعي روائحاً وغوادي
- فَلَعمري لقد عَهدتُ إلى الدّمـ
- ـعِ ليُغنيهِ عن دُموعِ العِهادِ
المزيد...
العصور الأدبيه