الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> لو صِرتُ من سَقَمي شَبيهَ سِواكِ، >>
قصائدصفي الدين الحلي
لو صِرتُ من سَقَمي شَبيهَ سِواكِ،
صفي الدين الحلي
- لو صِرتُ من سَقَمي شَبيهَ سِواكِ،
- ما اخترتُ من دونِ الأنامِ سواكِ
- لا فزتُ من أشراكِ حبكِ سالماً،
- إن شُبتُ دينَ هَواكِ بالإشراكِ
- يا مَن سَمَحتُ لها برُوحي في الهَوَى ،
- أرخصتني وعليّ ما أغلاكِ
- أخرَبتِ قَلبي، إذ مَلَكتِ صَميمَهُ،
- أكذا يكونُ تصرفُ الملاكِ
- كيفَ استَبَحتِ دَمَ المُحبّ ولم يكنْ
- قلبي عصاكِ، ولا شققتُ عصاكِ
- هل عَندَمُ الوَجَناتِ رَخّصَ في دَمي،
- أم طرفكِ الفتاكُ قد أفتاكِ؟
- أصغَيتِ سَمعاً للوُشاة ِ، فتارَة ً
- أخشَى علَيكِ، وتارَة ً أخشاكِ
- أطلَقتِ في إفشاءِ أسرارِ الهَوى
- دمعي وفاكِ، فما أقلّ وفاكِ
- شَمِتَ العُداة ُ، ولو ملَكتِ، صِيانَة ً
- لكِ، فاكِ عن إيضاحهم لكفاكِ
- ولقد أموهُ بالغواني والمها،
- خوفَ العِدى ، وأصُدّ عن ذِكراكِ
- إذا لم يكن لكِ في التغزلِ بالمهَا
- لقبٌ، ولا أسماهُ من أسماكِ
- زَعَمَ العُداة ُ بأنّ حُسنَكِ ناقِصٌ؛
- حاشاكِ من قولِ العدى حاشاكِ
- قالوا: حكيتِ البدرَ، وهيَ نقيصة ٌ،
- البَدرُ لو يُعطَى المُنَى لحَكاكِ
- لِمْ صَيّرُوا تَشبيهَهمْ لكِ شُبهَة ً،
- أتُراكِ مكّنتِ العُداة َ تُراكِ؟
- إنّي لأصغي للوشاة ِ تملقاً
- لهمُ، فأُرضي الكاشِحِينَ بذاكِ
- وأظلُّ مبتسماً لفرطِ تعجبي،
- فالسّنُّ ضاحكَة ٌ، وقلبي باكِ
المزيد...
العصور الأدبيه