الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> لم أدرِ أنّ نِبالَ الغُنجِ والكَحَلِ، >>
قصائدصفي الدين الحلي
لم أدرِ أنّ نِبالَ الغُنجِ والكَحَلِ،
صفي الدين الحلي
- لم أدرِ أنّ نِبالَ الغُنجِ والكَحَلِ،
- تحتَ السوابغِ تصمي مهجة َ البطلِ
- لعلّ طرفكَ من أسمائهِ ثعلٌ،
- كذلكَ الرميُ منسوبٌ إلى ثعلِ
- لواحظٌ حاذرتْ ألحاظنا، فغدتْ
- بصارِمِ الغُنجِ تَحمي وَردَة َ الخَجلِ
- لقد تعدتْ علينا غيرَ راحمة ٍ،
- فظَلّلَ الحُسنُ ظِلاًّ غيرَ مُنتَقِلِ
- للهِ ليلتنا بالمجمعينِ، وقد
- حالتْ، وتذكارها في القلبِ لم يحلِ
- ليل تَنَعمتُ في وصلِ الفتاة ِ بهِ،
- حتى توهمتُ أنّ البدرَ من قبلي
- لمياءُ جادتْ لنا بالوصلِ، إذ علمتْ
- أنّ الترحلَ قد زمتْ بهِ إبلي
- زلتْ إلى صدرها صدري مودعة ً،
- وزَوّدَتني من الإرشافِ والقُبَلِ
- لمّا أحَسّتْ بوَشكِ البَينِ فانسفَحَتْ
- دموعُ مُنتَحِبٍ في إثرِ مرتَحِلِ
- لاحتْ صروفُ النوى حزناً وقد نثرتْ
- عَقيقَ أدمُعِها من نَرجسِ المُقَلِ
- لَجّتْ، فقُلتُ لها كَيما أُعَلّلها،
- كمن يعللُ بعدَ النهلِ بالعللِ
- لَعَلّ إلمامَة ً بالجِزعِ نابتَة ً،
- كيما يهبّ نسيمُ البرءِ في عللي
- لوتْ إليّ عنانَ الذلّ قائلة ً:
- علامَ تعجل الأسفارِ والنقلِ
- لمن تؤملُ بالإعسارِ؟ قلتُ لها:
- على ابنِ أرتقَ، بعدَ اللهِ، متكلي
- الباسِمِ الثّغرِ، والأبطالُ عابسَة ٌ،
- والمخصبِ الربعِ، والأرضونَ في محلِ
- لمن أضاءَتْ بنُورِ اللَّهِ دولَتُه،
- كأنها غرة ٌ في جبهة ِ الدولِ
- لهُ يَراعٌ، وعَضبٌ ما جَرى وبَرَى
- إلاّ قضى ، ومضى بالرزقِ والأجلِ
- لُذنا بهِ، فرأينا من مَناقِبهِ
- ما لاتشاهدهُ الأبصارُ في رجلِ
- لَيثٌ أضافَتْ سَجاياهُ حَماسَتَهُ
- إلى السماحِ، وناطَ العلمَ بالعملِ
- لكَ الفَضائلُ، يا نجمَ المُلوكِ، لقد
- جرَيتَ في المَجدِ جَريَ النّومِ بالمُقَلِ
- لَزِمتَ حَدّ التّقَى عن كلّ فاحشة ٍ،
- حتى كأنكَ معصومٌ عن الزللِ
- لربّ لَيلِ عَجاجٍ كانَ أنجمَهُ
- شهبُ الصفاحِ وأطرافُ القنا الذبلِ
- لذَّ الوغى للمواضي، فانثنتْ طرباً
- به، وماسَ القَنا كالشّارِبِ الثَّمِلِ
- لولا فرارُ الأعادي من يَديكَ بهِ،
- لأصبَحُوا في فَمِ الأيّامِ كالمَثَلِ
- لَقيتَهُم بجِيادٍ قد كَفِلَت لها
- أن لا ترى الشوسُ منها صورة َ الكفلِ
- لي أيّها المَلِكُ المَنصورُ فيكَ فَمٌ
- ما صاغَ قَبلَكَ تِبرَ المَدحِ في رَجُلِ
- لهوتُ عن مدحِ أهلِ الأرضِ مرتفعاً
- عنهم، وعضبُ لساني غيرُ ذي قللِ
- لو كانَ مثلُكَ مَوجوداً نَظَمتُ بهِ
- أضعافَ ما نَظَموا فيهِ ذووالطَّوَلِ
- لكَ الوِلاية ُ، فارْقَ في عُلاكَ على
- هامِ السماكِ بعزّ غيرِ منتقلِ
المزيد...
العصور الأدبيه