الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> لا زالَ ظلكَ للعفاة ِ ظليلا، >>
قصائدصفي الدين الحلي
- لا زالَ ظلكَ للعفاة ِ ظليلا،
- ورَبيعُ مَجدِكَ للمُقلّ مَقيلا
- يا أيها الملكُ الذي آراؤهُ
- سَحَبتْ على هامِ السّحابِ ذُيُولا
- أنتَ المُؤيَّدُ من إلهِكَ بالذي
- طُلتَ الأنامَ بهِ، ونِلتَ السُّولا
- بسماحة ٍ تذرُ العفاة َ أعزة ً،
- وحماسة ٍ تذرُ العزيزَ ذليلا
- وشَمائلٍ لو صافحتْ عِطفَ الصَّبا
- خِلتَ الشّمالَ من الصّفاءِ شَمولا
- وصوارمٍ حمتِ البلادَ حدودُها،
- وأرتكَ في حدّ الزمانِ فلولا
- فنظمتها فوقَ الرقاب غلاغلاً،
- وتَخالُها بَينَ الضّلوعِ غَليلا
- طَمَحَتْ إلى عَلياكَ أحداقُ الوَرى ،
- وارتَدّ طَرفُ الدّهرِ عنك كَليلا
- وهَبَتْ لكَ العَلياءُ حقّ صداقِها،
- حتى رَضيت بأنْ تَراكَ خَليلا
- إن أمّ ربعكَ من وفودكَ قاصدٌ،
- أمستْ بيوتُ المالِ منكَ طلولا
- تعطي وتسألُ سائليكَ معَ العطا
- عُذراً، فكنتَ السّائلَ المَسؤولا
- تجدُ اليسيرَ من المدائحِ مفرطاً،
- وتَرَى الكَثيرَ من العَطاءِ قَليلا
- يا مَن، إذا وَعَدَ الجَميلَ لوَفدِهِ،
- أضحَى الزّمانُ بما يَقولُ كَفيلا
- ملاويَ تثقيلي عليكَ كثيرٌ
- إذ كانَ ظَنّي في عُلاكَ جَميلا
- وبريفِ مِصرِكَ لي عَزيزٌ لم أجِدْ
- بسِواكَ للإنصافِ منهُ سَبيلا
- لمّا عَرَضتُ على عُلاكَ لذكرِهِ
- طَرفاً وصادَفَ من نَداكَ قَبولا
- هَنَّأتُ نَفسي، ثمّ قلتُ لها ابشري
- وثقي، فذلكَ وعدُ إسماعيلا
- هو صادقُ الوعدِ الذي لوفائهِ
- نستشدهُ الآياتِ والتنزيلا
- قد ظَلّ يَفتَخِرُ القَريضُ بأنّني
- صَيّرتُهُ طَوراً إلَيكَ رَسُولا
- والعَبدُ مُشتَهِرٌ بحبّكَ، ناطقٌ
- بجميلِ ذكركَ، بكرة ً وأصيلا
- فاجعَلْ إجازَة َ شِعرِهِ من مالِهِ،
- إذ شأنُهُ أن لا يَرَى التّثقيلا
المزيد...
العصور الأدبيه