الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> صفي الدين الحلي >> كَم قد أفَضنا من دموعٍ ودَماً >>
قصائدصفي الدين الحلي
- كَم قد أفَضنا من دموعٍ ودَماً
- على رسومٍ للديارِ ودمنْ
- وكَم قضَينا للبُكاءِ مَنسِكاً،
- لمّا تَذَكّرْنا بهِنّ مَن سكَنْ
- معاهداً تحدثُ للصبرِ فناً،
- إنْ ناحتِ الوُرقُ بها على فَنَنْ
- تذكارُها أحدثَ في الحلقِ شجاً،
- وفي الحَشا قَرحاً وفي القلبِ شَجَنْ
- للهِ أيامٌ لنا على مننْ،
- فكمْ لها عندي أيادٍ ومننْ
- كم كانَ فيها من فتاة ٍ وفتًى ،
- كلٌّ لقَلبِ المُستَهامِ قَد فَتَنْ
- شربتُ فيها لذة َ العيشَ حساً،
- وما رأيتُ بعدها مرأى حسنْ
- فما ارتكبنا بالوصالِ مأثماً،
- بَل بِعتُهمْ رُوحي بغيرِ ما ثَمَنْ
- وعاذلٍ أضمرَ مكراً ودهاً،
- فنمقَ الغشَّ بنصحٍ ودهنْ
- لاحٍ غدا يعرفُ للقلبِ لحاً،
- إن أعربَ القولَ بعذلي أو لحنْ
- يزيدني بالزجرِ وجداً وأسّى ،
- إن كانَ ماءُ الودّ منهُ قد أسنْ
- سَئمتُ منهُ اللّومَ، إذ طالَ مدًى ،
- فلَم أُجِبهُ بَل بَدَوتُ إذْ مدَنْ
- بحسرة ٍ تشتدُّ في السرّ قرًى ،
- إذْ لم تذللُ بزمامٍ وقرنْ
- لا تتشكّى نصباً ولا وجًى ،
- إذا دَجا الليلُ على الرّكبِ وجَنّ
- كمْ سبقتْ إلى المياهِ من قطاً،
- فأوردتْ بالليلِ، وهوَ في قطنْ
- حثّتْ فأعطتْ في السّرى خيرَ عطاً
- إنْ حنّ يوماً غيرها إلى عطنْ
- وأصبَحتْ من بَعدِ أينٍ وعَياً،
- للمَلِكِ النّاصِرِ ضَيفاً وعَيَنْ
- ملكٌ غدا لسائر الناسِ أباً،
- إن سارَ في كَسبِ الثّناءِ، أو أبَنْ
- النّاصِرُ المَلْكُ الذي فاضَ جَداً،
- فخلتهُ ذا يزنٍ أو ذا جدنْ
- ملكٌ علا جداً وقدراً وسناً،
- فجاءَ في طرقِ العُلى على سننْ
- لا جَورَ في بلادِهِ، ولا عِداً،
- إن عُدّ في العَدلِ زبيدٌ وعَدَنْ
- كم بدرٍ أعطى الوفودَ ولهًى ،
- وكانَ يرضيهمْ كفافاً ولهنْ
- جَنَيتُ من إنعامِهِ خَيرَ جَنًى ،
- وكنتُ من قبلُ كميتٍ في جننْ
- فما شكيتُ في حماهُ لغباً،
- ولو أطاقَ الدهرُ غبني لغبنْ
- دعَوتُه بالمَدحِ عن صِدقٍ ولاً،
- فلَم يُجبْ يوماً بلَم، ولا، ولَنْ
- أنظمُ في كلّ صباحٍ ومساً،
- كأنّهُ لصارِمِ الدّهرِ مِسَنّ
- يا ملكاً فاقَ الملوكَ ورعاً،
- إن شانَ أهلَ المُلكِ طيشٌ ورَعَنْ
- أكسبَتني بالقُربِ مَجداً وعُلاً،
- فصغتُ فيكَ المدحَ سرّاً وعلنْ
- إنْ أُولِكَ المَدحَ الجَميلَ فَخَراً،
- وإن كَبا فكرُ سِوايَ أو حَرَنْ
- لا زِلتَ في مُلكِكَ خِلواً من عَناً،
- وليسَ للهمّ لديكَ من عننْ
- ونِلْتَ فيهِ ما تَرومُ منن مِنًى ،
- وعِشتَ في عِزٍّ وبأسٍ ومِنْ
المزيد...
العصور الأدبيه